شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٧ - الصفحة ١٦٣
وأما الكلام في قوله: " أقيلوني "، فلو صح الخبر لم يكن فيه مطعن عليه، لأنه إنما أراد في اليوم الثاني اختبار حالهم في البيعة التي وقعت في اليوم الأول ليعلم وليه من عدوه منهم، وقد روى جميع أصحاب السير أن أمير المؤمنين خطب في اليوم الثاني من بيعته فقال: أيها الناس، إنكم بايعتموني على السمع والطاعة وأنا أعرض اليوم عليكم ما دعوتموني إليه أمس، فإن أجبتم قعدت لكم، وإلا فلا أجد على أحد. وليس بجيد قول المرتضى: أنه لو كان يريد العرض والبذل لكان قد قال كذا وكذا. فإن هذه مضايقة منه شديدة للألفاظ، ولو شرعنا في مثل هذا لفسد أكثر ما يتكلم به الناس.
على أنا لو سلمنا أنه استقالهم البيعة حقيقة، فلم قال المرتضى: إن ذلك لا يجوز؟ أليس يجوز للقاضي أن يستقيل من القضاء بعد توليته (1) إياه، ودخوله فيه! فكذلك يجوز للامام أن يستقيل من الإمامة إذا انس من نفسه ضعفا عنها، أو أنس من رعيته نبوة عنه، أو أحس بفساد ينشأ في الأرض من جهة ولايته على الناس، ومن يذهب إلى أن الإمامة تكون بالاختيار كيف يمنع من جواز استقالة الامام وطلبه إلى الأمة أن يختاروا غيره لعذر يعلمه من حال نفسه! وإنما يمنع من ذلك المرتضى وأصحابه القائلون بأن الإمامة بالنص، وإن الامام محرم عليه ألا يقوم بالإمامة، لأنه مأمور بالقيام بها لتعينه خاصة دون كل أحد من المكلفين. وأصحاب الاختيار يقولون: إذا لم يكن زيد إماما كان عمرو إماما عوضه، لأنهم لا يعتبرون الشروط التي يعتبرها الامامية من العصمة، وأنه أفضل أهل عصره وأكثرهم ثوابا وأعلمهم وأشجعهم، وغير ذلك من الشروط التي؟ تقتضي تفرده وتوحده بالامر، على أنه إذا جاز عندهم أن يترك الامام الإمامة في الظاهر كما فعله الحسن، وكما فعله غيره من الأئمة بعد الحسين (عليه السلام) للتقية جاز للامام .

(1) كذا في ا ود، وفى ب: " توليه "
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 46 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 3
2 47 - من وصية له عليه السلام للحسن والحسين عليهما السلام لما ضربه ابن ملجم 5
3 فصل في ذكر الآثار الواردة في حقوق الجار 8
4 48 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 12
5 49 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 14
6 50 - من كتاب له عليه السلام إلى أمرائه على الجيوش 15
7 51 - من كتاب له عليه السلام إلى عماله على الخراج 19
8 52 - من كتاب له عليه السلام إلى أمراء البلاد في معني الصلاة وبيان اختلاف الفقهاء في أوقات الصلوات 22
9 53 - من كتاب له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر 30
10 فصل في النهى عن ذكر عيوب الناس وما ورد في ذلك من الآثار 37
11 فصل في النهى عن سماع السعاية وما ورد في ذلك من الآثار 39
12 رسالة الإسكندر إلى أرسطو ورد أرسطو عليه 55
13 فصل في القضاة وما يلزمهم وذكر بعض نوادرهم 61
14 عهد سابور بن أردشير إلى ابنه 74
15 فصل فيما يجب على مصاحب الملك 76
16 فصل في الكتاب وما يلزمهم من الآداب 79
17 فصل في ذكر ما نصحت به الأوائل الوزراء 80
18 ذكر الحجاب وما ورد فيه من الخبر والشعر 91
19 طرف من أخبار عمر بن عبد العزيز ونزاهته في خلافته 98
20 فصل فيما جاء في الحذر من كيد العدو 109
21 فصل في ذكر بعض وصايا العرب 118
22 54 - من كتاب له عليه السلام إلى طلحة والزبير مع عمران بن الحصين الخزاعي 131
23 عمران بن الحصين 132
24 أبو جعفر الإسكافي 132
25 55 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 135
26 56 - من كلام له عليه السلام أوصى به شريح بن هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام 139
27 شريح بن هانئ 139
28 57 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة مسيره من المدينة إلى البصرة 140
29 58 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين 141
30 59 - من كتاب له عليه السلام إلى الأسود بن قطبة صاحب جند حلوان 145
31 الأسود بن قطبة 145
32 60 - من كتاب له عليه السلام إلى العمال الذين يطأ عملهم الجيوش 147
33 61 - من كتاب له عليه السلام إلى كميل بن زياد النخعي وهو عامله على هيت ينكر عليه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا للغارة 149
34 كميل بن زياد ونسبه 149
35 62 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه ولايتها 151
36 ذكر ما طعن به الشيعة في إمامة أبي بكر والجواب عنها 154
37 الطعن الأول في ذكر ما طعن به عليه فيه من أمر فدك 155
38 الطعن الثاني في قوله: ليتني كنت سألت رسول الله عند موته عن ثلاثة... 164
39 الطعن الثالث في توليته عمر مع أن رسول الله لم يوله شيئا من أعماله 168
40 الطعن الرابع لتأخيره إنفاذ جيش أسامة 175
41 الطعن الخامس بمناسبة أن الرسول عليه السلام لم يوله الأعمال وولى غيره 195
42 الطعن السادس في أنه لم يعرف الفقه وأحكامه الشريعة 201
43 الطعن السابع في عدم إقامته الحد على خالد بن الوليد وقد قتل مالك بن نويرة 202
44 الطعن الثامن فيما تم من دفنه وعمر مع رسول الله في بيته، وقد منع الله تعالى الكل من ذلك في حال حياته 214
45 الطعن التاسع في أنه نص على عمر بالخلافة مخالفا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم - بزعمهم 219
46 الطعن العاشر في أنه سمي نفسه بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اعترافه بأنه لم يستخلفه 221
47 الطعن الحادي عشر في أمره بحرق الفجاءة السلمي بالنار وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك 222
48 الطعن الثاني عشر في أنه تكلم في الصلاة قبل التسليم 222
49 الطعن الثالث عشر في أنه كتب إلى خالد بن الوليد وهو على الشام يأمره أن يقتل سعد بن عبادة - يزعمهم 223
50 الطعن الرابع عشر في أنه لما استخلف قطع لنفسه على بيت المال أجرة كل يوم ثلاثة دراهم 224
51 الطعن الخامس عشر في أنه أمر في خلافته بأن من كان عنده شئ من كلام الله فليأته به، مع أن القرآن قد بأن بفصاحته عن فصاحته البشر 224
52 أخبار الوليد بن عقبة 227
53 63 - من كتاب له عليه السلام إلى أبي موسى الأشعري وهو عامله على الكوفة وقد بلغه عنه تثبيطه الناس عن الخروج إليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل 246
54 64 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا عن كتابه 250
55 كتاب معاوية إلى علي 251
56 ذكر الخبر عن فتح مكة 257