شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٧ - الصفحة ١٠٥
فليقولوا فقالوا: قل له: إن من كان قبلك من الخلفاء كان يعطينا، ويعرف لنا مواضعنا، وإن أباك قد حرمنا ما في يديه. فدخل إلى أبيه فأبلغه عنهم، فقال: اخرج فقل لهم: إني أخلف أن عصيت ربى عذاب يوم عظيم.
وروى سعيد بن عمار، عن أسماء بنت عبيد، قال: دخل عنبسة بن سعيد بن العاص على عمر بن عبد العزيز، فقال: يا أمير المؤمنين، أن من كان قبلك من الخلفاء كانوا يعطوننا عطايا منعتناها، ولى عيال وضيعة، فأذن لي أخرج إلى ضيعتي، وما يصلح عيالي! فقال عمر: إن أحبكم إلينا من كفانا مؤونته. فخرج عنبسة، فلما صار إلى الباب ناداه: أبا خالد! أبا خالد! فرجع فقال: أكثر ذكر الموت فإن كنت في ضيق من العيش وسعه عليك، وإن كنت في سعة من العيش ضيقه عليك.
وروى عمر بن علي بن مقدم، قال: قال ابن صغير لسليمان بن عبد الملك لمزاحم: إن لي حاجة إلى أمير المؤمنين عمر، قال: فاستأذنت له، فأدخله فقال: يا أمير المؤمنين، لم أخذت قطيعتي؟ قال: معاذ الله أن آخذ قطيعة ثبتت في الاسلام! قال: فهذا كتابي بها - وأخرج كتابا من كمه - فقرأه عمر وقال: لمن كانت هذه الأرض؟ قال كانت للمسلمين، قال: فالمسلمون أولى بها، قال: فاردد على كتابي، قال: إنك لو لم تأتني به لم أسألكه، فأما إذ جئتني به فلست أدعك تطلب به ما ليس لك بحق. فبكى ابن سليمان فقال، مزاحم:
يا أمير المؤمنين، ابن سليمان تصنع به هذا - قال: وذلك لان سليمان عهد إلى عمر، وقدمه على إخوته - فقال عمر: ويحك يا مزاحم! إني لأجد له من اللوط (1) ما أجد لولدي، ولكنها نفسي أجادل عنها.
وروى الأوزاعي، قال: قال هشام بن عبد الملك، وسعيد بن خالد بن عمر بن عثمان .

(1) في اللسان: " ق لاط حبه بقلبي، أي لصق، وفى حديث أبي البختري: ما أزعم أن عليا أفضل من أبى بكر وعمر، ولكن أجد له من اللوط ما لا أجد لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم "
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 46 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 3
2 47 - من وصية له عليه السلام للحسن والحسين عليهما السلام لما ضربه ابن ملجم 5
3 فصل في ذكر الآثار الواردة في حقوق الجار 8
4 48 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 12
5 49 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 14
6 50 - من كتاب له عليه السلام إلى أمرائه على الجيوش 15
7 51 - من كتاب له عليه السلام إلى عماله على الخراج 19
8 52 - من كتاب له عليه السلام إلى أمراء البلاد في معني الصلاة وبيان اختلاف الفقهاء في أوقات الصلوات 22
9 53 - من كتاب له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر 30
10 فصل في النهى عن ذكر عيوب الناس وما ورد في ذلك من الآثار 37
11 فصل في النهى عن سماع السعاية وما ورد في ذلك من الآثار 39
12 رسالة الإسكندر إلى أرسطو ورد أرسطو عليه 55
13 فصل في القضاة وما يلزمهم وذكر بعض نوادرهم 61
14 عهد سابور بن أردشير إلى ابنه 74
15 فصل فيما يجب على مصاحب الملك 76
16 فصل في الكتاب وما يلزمهم من الآداب 79
17 فصل في ذكر ما نصحت به الأوائل الوزراء 80
18 ذكر الحجاب وما ورد فيه من الخبر والشعر 91
19 طرف من أخبار عمر بن عبد العزيز ونزاهته في خلافته 98
20 فصل فيما جاء في الحذر من كيد العدو 109
21 فصل في ذكر بعض وصايا العرب 118
22 54 - من كتاب له عليه السلام إلى طلحة والزبير مع عمران بن الحصين الخزاعي 131
23 عمران بن الحصين 132
24 أبو جعفر الإسكافي 132
25 55 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 135
26 56 - من كلام له عليه السلام أوصى به شريح بن هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام 139
27 شريح بن هانئ 139
28 57 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة مسيره من المدينة إلى البصرة 140
29 58 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين 141
30 59 - من كتاب له عليه السلام إلى الأسود بن قطبة صاحب جند حلوان 145
31 الأسود بن قطبة 145
32 60 - من كتاب له عليه السلام إلى العمال الذين يطأ عملهم الجيوش 147
33 61 - من كتاب له عليه السلام إلى كميل بن زياد النخعي وهو عامله على هيت ينكر عليه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا للغارة 149
34 كميل بن زياد ونسبه 149
35 62 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه ولايتها 151
36 ذكر ما طعن به الشيعة في إمامة أبي بكر والجواب عنها 154
37 الطعن الأول في ذكر ما طعن به عليه فيه من أمر فدك 155
38 الطعن الثاني في قوله: ليتني كنت سألت رسول الله عند موته عن ثلاثة... 164
39 الطعن الثالث في توليته عمر مع أن رسول الله لم يوله شيئا من أعماله 168
40 الطعن الرابع لتأخيره إنفاذ جيش أسامة 175
41 الطعن الخامس بمناسبة أن الرسول عليه السلام لم يوله الأعمال وولى غيره 195
42 الطعن السادس في أنه لم يعرف الفقه وأحكامه الشريعة 201
43 الطعن السابع في عدم إقامته الحد على خالد بن الوليد وقد قتل مالك بن نويرة 202
44 الطعن الثامن فيما تم من دفنه وعمر مع رسول الله في بيته، وقد منع الله تعالى الكل من ذلك في حال حياته 214
45 الطعن التاسع في أنه نص على عمر بالخلافة مخالفا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم - بزعمهم 219
46 الطعن العاشر في أنه سمي نفسه بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اعترافه بأنه لم يستخلفه 221
47 الطعن الحادي عشر في أمره بحرق الفجاءة السلمي بالنار وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك 222
48 الطعن الثاني عشر في أنه تكلم في الصلاة قبل التسليم 222
49 الطعن الثالث عشر في أنه كتب إلى خالد بن الوليد وهو على الشام يأمره أن يقتل سعد بن عبادة - يزعمهم 223
50 الطعن الرابع عشر في أنه لما استخلف قطع لنفسه على بيت المال أجرة كل يوم ثلاثة دراهم 224
51 الطعن الخامس عشر في أنه أمر في خلافته بأن من كان عنده شئ من كلام الله فليأته به، مع أن القرآن قد بأن بفصاحته عن فصاحته البشر 224
52 أخبار الوليد بن عقبة 227
53 63 - من كتاب له عليه السلام إلى أبي موسى الأشعري وهو عامله على الكوفة وقد بلغه عنه تثبيطه الناس عن الخروج إليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل 246
54 64 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا عن كتابه 250
55 كتاب معاوية إلى علي 251
56 ذكر الخبر عن فتح مكة 257