شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٢٦
يدعو إلى مجاهدة أئمة الضلال، وقال: تيسروا يا إخواني للخروج من دار الفناء إلى دار البقاء، واللحاق بإخواننا المؤمنين، الذين باعوا الدنيا بالآخرة، ولا تجزعوا من من القتل في الله، فإن القتل أيسر من الموت، والموت نازل بكم، مفرق بينكم وبين آبائكم وإخوانكم، وأبنائكم وحلائلكم ودنياكم، وإن اشتد لذلك جزعكم، ألا فبيعوا أنفسكم طائعين وأموالكم، تدخلوا الجنة... وأشباه هذا من الكلام.
وكان فيمن يحضره من أهل الكوفة سويد والبطين، فقال يوما لأصحابه: ماذا تنتظرون؟ ما يزيد أئمة الجور إلا عتوا وعلوا، وتباعدا من الحق، وجراءة على الرب، فراسلوا إخوانكم حتى يأتوكم، وننظر في أمورنا ما نحن صانعون. وأي وقت إن خرجنا نحن خارجون.
فبينا هو كذلك إذ أتاه المحلل بن وائل (1) بكتاب من شبيب بن يزيد، وقد كتب إلى صالح:
أما بعد، فقد [أردت الشخوص، وقد] (2) كنت دعوتني إلى أمر أستجيب (3) لك، فإن كان ذلك (4) من شأنك، فإنك شيخ المسلمين، ولم يعدل بك منا أحد (5)، وإن أردت تأخير ذلك أعلمني (6)، فإن الآجال غادية ورائحة، ولا آمن أن تخترمني المنية، ولما أجاهد الظالمين، [فيا له غبنا ويا له فضلا!] (2)، جعلنا الله وإياكم ممن يريد الله بعلمه [ورضوانه والنظر إلى وجهه، ومرافقة الصالحين في دار السلام] (2). والسلام عليك.

(1) ب: (قائد)، وما أثبته عن ا، ج والطبري.
(2) تكملة من تاريخ الطبري.
(3) الطبري: (فاستجبت لك).
(4) الطبري: (فإن كان ذلك اليوم).
(5) الطبري: (ولن نعدل بك منا أحدا).
(6) الطبري: (وإن أردت تأخير ذلك اليوم أعلمتني).
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232