شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٤٦
فلم يكن إلا مائتي ألف درهم، فعجزت. فبعث المهلب إلى التجار، فقال: إن تجاراتكم منذ حول قد فسدت بانقطاع مواد الأهواز وفارس عنكم، فهلموا فبايعوني واخرجوا معي أوفكم حقوقكم. فبايعوه وتاجروه، فأخذ منهم من المال ما أصلح به عسكره، واتخذ لأصحابه الخفاتين (1) والرانات المحشوة بالصوف، ثم نهض - وكان أكثر أصحابه رجالة - حتى إذا صار بحذاء القوم أمر بسفن فأصلحت وأحضرت، فما ارتفع النهار حتى فرغ منها، ثم أمر الناس بالعبور، وأمر عليهم ابنه المغيرة، فخرج الناس، فلما قاربوا الشط خاضت إليهم الخوارج، فحاربوهم وحاربهم المغيرة، ونضحهم (2) بالسهام حتى تنحوا، وصار هو وأصحابه على الشط، فحاربوا الخوارج، فكشفوهم وشغلوهم حتى عقد المهلب الجسر وعبر، والخوارج منهزمون، فنهى الناس عن اتباعهم، ففي ذلك يقول شاعر من الأزد:
إن العراق وأهله لم يخبروا * مثل المهلب في الحروب فسلموا أمضى وأيمن في اللقاء نقيبة * وأقل تهليلا إذا ما أحجموا وأبلى مع المغيرة يومئذ عطية بن عمرو العنبري، من فرسان تميم وشجعانهم. ومن شعر عطية (3):
يدعى رجال للعطاء وإنما * يدعى عطية للطعان الأجرد وقال فيه شاعر من بنى تميم:
وما فارس إلا عطية فوقه * إذا الحرب أبدت عن نواجذها الفما به هزم الله الأزارق بعد ما * أباحوا من المصرين حلا ومحرما فأقام المهلب أربعين ليلة يجبى الخراج بكور دجلة، والخوارج بنهر تيرى، والزبير ابن علي منفرد بعسكره عن عسكر ابن الماحوز، فقضى المهلب التجار، وأعطى أصحابه،

(1) الخفتان: ثوب من القطن يلبس فوق الدرع. الألفاظ الفارسية 56 (2) نضحهم: رشقهم ورماهم.
(3) الكامل: (فقال عطية).
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232