شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢٩١
كان ثابت قطنة في خيل عبد الله بن بسطام في فتح شكند من بلاد الترك في أيام هشام بن عبد الملك، فاشتدت شوكة الترك، وانحاز كثير من المسلمين واستؤسر منهم خلق، فقال ثابت: والله لا ينظر إلى بنو أمية غدا مشدودا في الحديد، أطلب الفداء، اللهم إني كنت ضيف ابن بسطام البارحة، فاجعلني ضيفك الليلة، ثم حمل وحمل معه جماعة، فكسرتهم الترك، فرجع أصحابه وثبت هو، فرمى برذونه فشب، وضربه فأقدم، فصرع ثابت وارتث، فقال: اللهم إنك استجبت دعوتي وأنا الان ضيفك، فاجعل قراي الجنة، فنزل تركي فأجهز عليه.
* * * قال يزيد بن المهلب لابنه خالد، وقد أمره على جيش في حرب جرجان: يا بنى، إن غلبت على الحياة فلا تغلبن على الموت، وإياك أن أراك غدا عندي مهزوما!
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الخير في السيف، والخير مع السيف، والخير بالسيف)، كما يقال: المنية ولا الدنية، والنار ولا العار، والسيف ولا الحيف.
قال سيف بن ذي يزن لأنوشروان حين أعانه بوهرز الديلمي ومن معه: أيها الملك، أين تقع ثلاثة آلاف من خمسين ألفا؟ فقال: يا أعرابي، كثير الحطب يكفيه قليل النار.
* * * لما حبس مروان بن محمد إبراهيم الامام خرج أبو العباس السفاح، وأخوه أبو جعفر، وعبد الوهاب ومحمد ابنا إبراهيم الامام، وعيسى وصالح وإسماعيل وعبد الله وعبد الصمد أبناء علي بن عبد الله بن العباس، وعيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، ويحيى بن جعفر بن تمام بن العباس، من الحميمة من أرض السراة، يطلبون الكوفة، وقد كان داود بن علي بن عبد الله بن العباس وابنه موسى بن داود بالعراق، فخرجا يطلبان الشام، فتلقاهما أبو العباس وأهل بيته بدومة الجندل، فسألهم داود عن
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335