شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١٦٠
يقال: إن جبرائيل عليه السلام جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمفاتيح خزائن الدنيا، فقال: (لا حاجة لي فيها، بل جوعتان وشبعة).
وجد مكتوبا على صخرة عادية (1): يا بن آدم، لست ببالغ أملك، ولا سابق أجلك، ولا مغلوب على رزقك، ولا مرزوق ما ليس لك، فعلا م تقتل نفسك!
الحسين بن الضحاك:
يا روح من عظمت قناعته * حسم المطامع من غد وغد (2) من لم يكن لله متهما * لم يمس محتاجا إلى أحد أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه: أتدري لم رزقت الأحمق؟ قال: لا، قال: ليعلم العاقل أن طلب الرزق ليس بالاحتمال.
قنط (3) يوسف بن يعقوب عليه السلام في الجب لجوع اعتراه، فأوحى إليه: انظر إلى حائط البئر، فنظر فانفرج الحائط عن ذرة على صخرة، معها طعامها، فقيل له:
أتراني لا أغفل عن هذه الذرة، وأغفل عنك، وأنت نبي ابن نبي!
دخل علي عليه السلام المسجد، وقال لرجل: أمسك على بغلتي، فخلع لجامها، وذهب به، فخرج علي عليه السلام بعد ما قضى صلاته، وبيده درهمان ليدفعهما إليه مكافأة له، فوجد البغلة عطلا، فدفع إلى أحد غلمانه الدرهمين، ليشترى بهما لجاما، فصادف الغلام اللجام المسروق في السوق، قد باعه الرجل بدرهمين، فأخذه بالدرهمين وعاد إلى مولاه، فقال علي عليه السلام: (إن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر،

(1) عادية، أي قديمة نسبة إلى قبيلة عاد البائدة.
(2) من أبيات في الحيوان 5: 480، قال الجاحظ: (وهذا شعر رويته له على وجه الدهر، وزعم حسين بن الصحاك أنه له، وكان يدعى ما ليس له).
(3) قنط قنوطا، أي يئس.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335