شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١٤٠
فقتلنا منهم ناسا كثيرا ولم نعد فيهم سيرتك فلم نقتل منهم مدبرا ولا أسيرا، ولم نذفف (1) منهم على جريح، وقد نصرك الله والمسلمين، والحمد لله رب العالمين.
قال: فلما قدمت بالكتاب على علي عليه السلام، قرأه على أصحابه، واستشارهم في الرأي، فاجتمع رأى عامتهم على قول واحد. قالوا: نرى أن تكتب إلى معقل بن قيس، يتبع آثارهم، ولا يزال في طلبهم حتى يقتلهم أو ينفيهم من أرض الاسلام، فإنا لا نأمن أن يفسدوا عليك الناس.
قال: فردني إليه، وكتب معي:
أما بعد، فالحمد لله على تأييده أولياءه، وخذله أعداءه، جزاك الله والمسلمين خيرا، فقد أحسنتم البلاء، وقضيتم ما عليكم، فاسأل عن أخي بنى ناجية، فإن بلغك أنه استقر في بلد من البلدان، فسر إليه حتى تقتله أو تنفيه، فإنه لم يزل للمسلمين عدوا، وللفاسقين وليا، والسلام.
قال: فسأل معقل عن مسيره والمكان الذي انتهى إليه، فنبئ بمكانه بسيف البحر بفارس، وأنه قد رد قومه عن طاعة علي عليه السلام، وأفسد من قبله من عبد القيس، ومن والاهم من سائر العرب، وكان قومه قد منعوا الصدقة عام صفين، ومنعوها في ذلك العام أيضا، فسار إليهم معقل بن قيس في ذلك الجيش من أهل الكوفة والبصرة، فأخذوا على أرض فارس، حتى انتهوا إلى أسياف البحر، فلما سمع الخريت بن راشد بمسيره، أقبل على من كان معه من أصحابه، ممن يرى رأى الخوارج، فأسر إليهم، إني أرى رأيكم، وإن عليا ما كان ينبغي له أن يحكم الرجال في دين الله، وقال لمن يرى رأى عثمان وأصحابه: إنا على رأيكم، وإن عثمان قتل مظلوما معقولا، وقال لمن منع الصدقة:

(1) ذفف على الجريح: أجهز عليه.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335