شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١١٣
قال نصر: وحدثنا عطية بن غنى (1)، عن زياد بن رستم، قال: (2) كتب معاوية إلى عبد الله بن عمر خاصة، وإلى سعد بن أبي وقاص، وإلى محمد بن مسلمة، دون كتابه إلى أهل المدينة، فكان كتابه إلى عبد الله بن عمر:
أما بعد، فإنه لم يكن أحد من قريش أحب إلى أن يجتمع عليه الناس (3) بعد قتل عثمان منك، ثم ذكرت خذلك إياه، وطعنك على أنصاره، فتغيرت لك، وقد هون ذلك على خلافك على على، ومحا عنك بعض ما كان منك، فأعنا - رحمك الله - على حق هذا الخليفة المظلوم، فإني لست أريد الامارة عليك، ولكني أريدها لك، فإن أبيت كانت شورى بين المسلمين (4).
فأجابه عبد الله بن عمر:
أما بعد، فإن الرأي الذي أطمعك في، هو الذي صيرك إلى ما صيرك إليه. أترك عليا في المهاجرين والأنصار، وطلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين، وأتبعك! وأما زعمك أنى طعنت على على، فلعمري ما أنا كعلى في الايمان والهجرة، ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونكايته في المشركين، ولكني عهد (5) إلى في هذا الامر عهد، ففزعت فيه إلى الوقوف وقلت: إن كان هذا هدى ففضل تركته، وإن كان ضلالا فشر نجوت منه، فأغن عنا نفسك، والسلام (6).

(1) كذا في ا، وصفين، وفي ب: (غناء)، وفي ج: (مغني).
(2) كتاب صفين 79، 80.
(3) صفين: (الأمة).
(4) ذكر في كتاب صفين أبياتا مطلعها:
الأقل لعبد الله واخصص محمدا * وفارسنا المأمون سعد بن مالك (5) صفين: (ولكن حدث أمر لم يكن من رسول الله إلى فيه عهد).
(6) في كتاب صفين: (ثم قال لابن أبي غزية: أجب الرجل - وكان أبوه ناسكا، وكان من أشعر قريش فقال)... وذكر أبياتا مطلعها:
معاوي لا ترجو الذي لست نائلا * وحاول نصيرا غير سعد بن مالك
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335