الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ٣٤
كان لكل قبيل من الجن مقعد من السماء يستمعون فيه فلما رموا بالشهب وحيل بينهم وبين خبر السماء قالوا ما هذا إلا لشيء حدث في الأرض وشكوت ذلك إلى إبليس فقال ما هذا إلا لشيء حدث في الأرض فائتوني من تربة كل أرض فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون علم ذلك فأتوه من تربة كل أرض فكان يشمها ويرمي بها حتى أتاه الذين توجهوا إلى تهامة بتربة من تربة مكة فشمها فقال من ههنا يحدث الحدث فنظر فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث فانطلقوا فوجدوا رسول الله وطائفة معه من أصحابه بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بهم صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله الذي حال بيننا وبين خبر السماء فولوا إلى قومهم منذرين فقالوا يا قومنا * (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) * وذكر تمام الخبر قال أبو داود وحدثنا وهب بن بقية عن خالد قال أبو داود وحدثنا محمد بن العلاء عن ابن إدريس كلاهما عن حصين عن عامر الشعبي قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجمت الشياطين بنجوم لم تكن ترجم بها من قبل فأتوا عبد يا ليل ابن عمرو الثقفي فقالوا إن الناس قد فزعوا وأعتقوا رقيقهم وسيبوا أنعامهم لما رأوا في النجوم فقال لهم وكان رجلا أعمى لا تعجلوا وانظروا فإن كانت النجوم التي تعرف فهو عند فناء الناس وإن كانت لا تعرف فهو من حدث فنظروا
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»