الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ١١٨٩
ولما حضرته الوفاة قال اللهم إنك امرتني فلم أأتمر وزجرتنى فلم أنزجر ووضع يده في موضع الغل وقال اللهم لا قوى فأنتصر ولا برئ فأعتذر ولا مستكبر بل مستغفر لا إله إلا أنت فلم يزل يرددها حتى مات حدثنا خلف بن القاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الطحاوي حدثنا المزنى قال سمعت الشافعي يقول دخل ابن عباس على عمرو بن العاص في مرضه فسلم عليه وقال كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال أصلحت من دنياي قليلا وأفسدت من ديني كثيرا فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت والذي أفسدت هو الذي أصلحت لفزت ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت ولو كان ينجيني أن أهرب هربت فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض لا أرقى بيدين ولا أهبط برجلين فعظى بعظة أنتفع بها يا بن أخي فقال له ابن عباس هيهات يا أبا عبد الله صار ابن أخيك أخاك ولا نشاء أن أبكى إلا بكيت كيف يؤمن برحيل من هو مقيم فقال عمرو على حينها من حين ابن بضع وثمانين سنة تقنطنى من رحمة ربى اللهم إن ابن عباس يقنطنى من رحمتك فخذ منى حتى ترضى قال ابن عباس هيهات يا أبا عبد الله أخذت جديدا وتعطى خلقا فقال عمرو مالي ولك يا بن عباس ما أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها
(١١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1184 1185 1186 1187 1188 1189 1190 1191 1192 1193 1194 ... » »»