الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٤٩٣
وقال عز وجل * (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) * [الشعراء 192 195] وروي عن مجاهد في قوله عز وجل * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) * قال أن ينفث في نفسه " أو من ورائ حجاب " قال موسى حين كلمة الله * (أو يرسل رسولا) * قال جبريل إلى محمد وأشباهه من الرسل (صلوات الله عليهم أجمعين) [الشورى 51] أما قوله في هذا الحديث صلصلة الجرس فإنه أراد في مثل صوت الجرس والصلصلة الصوت يقال صلصلة الطست وصلصلة الجرس وصلصلة الفخار وأما قوله فيفصم عني فمعناه ينفرج عني ويذهب عني ويقال فصم بمعنى ذهب وقيل فصم كما يفصم الخلخال إذا فتحته يتخرجه من الرجل وكل عقدة حللتها فقد فصمتها قال الله عز وجل * (فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) * [البقرة 256] وانفصام العروة أن تنفك عن موضعها وأصل الفصم عند العرب أن تفك الخلخال ولا تبين كسرة فإذا كسرته فقد قصمته (بالقاف) قال ذو الرمة (كأنه دملج من فضة نبة * في ملعب من جواري الحي مفصوم (1)) 446 وأما حديثه عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال أنزلت * (عبس وتولى) * في عبد الله بن أم مكتوم [جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول يا محمد استدنيني (2) وعند النبي صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»