اقتضاء العلم العمل - الخطيب البغدادي - الصفحة ١٦
والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في السعي والرضى الميسور وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل والمحروم وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما وهل المغرم بحبها إلا ككانزها) وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها وراعى واجباتها فلينظر امرؤ لنفسه وليغتنم وقته فإن الثواء قليل والرحيل قريب والطريق مخوف والاغترار غالب والخطر عظيم والناقد بصير والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمعاد فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال أنا الأسود عامر قال أخبرنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»