الفوائد المنتقاة - محمد بن علي الصوري - الصفحة ١٨
مصر فصحب الحافظ عبد الغني بن سعيد، واخذ بتنيس وعاد إلى دمشق، ودخل ارض العراق فتنقل بين الأنبار، والكوفة والبصرة، وعكبراء، وقرقيسيا، وأقام ببغداد منذ سنة 418 حتى توفي فيها سنة 441 ه‍. وكان عالما بالحديث ورجاله، ورواياته وأسانيده، ماهرا النقد، عارفا بالأنساب، ضابطا لأسماء البلاد، ينظم الشعر، وينسخ المصنفات الكبيرة بخط دقيق، وقد سمع الحديث على كبر وعنى به أوفى عناية إلى أن صار رأسا فيه. قال فيه الخطيب: كان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كتبا له وأحسنهم معرفة به لم يقدم علينا أفهم منه بعلم الحديث.
وقد وضعت له ترجمة موسعة ما سبقت إليها - فيما أظن من (32) ثنتين وثلاثين صفحة في كتاب الفوائد العوالي المؤرخة من الصحاح والغرائب فلتراجع هناك مع مصادر الترجمة، ولكنني استدرك هنا هذه الأبيات التي سقطت من ترجمته هناك وقد أنشدها لنفسه:
كم وكم أغدو إلى طلب العلم * مخدا في جمع ذاك خفيا طالبا منه كل نوع وفن * وغريب ولست اعمل شيا وإذا كان طالب العلم لا يعمل * بالعلم كان عبدا شقيا إنما تنفع العلوم لمن * كان بها عاملا وكان تقيا 9 - محمد بن علي بن ميمون بن محمد، أبو الغنائم النرسي الكوفي هو الامام الحافظ المفيد، المسند، محدث الكوفة المقري الملقب بابى لجودة قراءته. ولد في شوال سنة 424 وسمع الكثير، وكتب وسافر، ولقي أبا عبد الله العلوي فسمع منه الحديث وكا صالحا، سمع ببيت المقدس، وحلب، ودمشق والرملة ثم قدم بغداد، وكان يورق للناس بالأجرة، وقرأ القرآن بالقراءات وأقرا وصنف، وكان ذا فهم ثقة، ختم به علم الحديث
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»