المعجم الأوسط - الطبراني - ج ١ - الصفحة المقدمة ٢١
إدريس بن جعفر العطار، عن يزيد بن هارون، وروح، فلم أجد إلا أحاديث معدودة، وقد روى الطبراني، عن إدريس، عن يزيد كثيرا.
قلت: هذا لا يدل على شئ، فإن البغدادية كاثروا (1) عن إدريس للينه، وظفر به الطبراني فاغتنم علو إسناده، وإكثر عنه، واعتنى بأمره.
وقال أحمد الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذر لبيع كتب الطبراني، فرأي أجزاء الأول بها فاغتم لذلك، وسب الطبراني، وكان سيئ الرأي فيه.
وقال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شئ على الطبراني، فتلفظ بكلام، فقال له أبو نعم: كم كتبت يا أبا بكر عنه؟
فأشار إلى حزم، فقال: ومن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئا.
قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في تأريخه لأصبهان جماعة، وضعفهم، وذكر الطبراني فلم يضعفه، فلو كان عنده ضعيفا لضعفه.
قال أبو بكر بن أبي علي المعدل: الطبراني أشهر من أن يدل على فضله وعلمه، كان واسع العلم كثير التصانيف، وقيل: ذهبت عيناه في آخر أيامه، فكان يقول: الزنادقة سحرتني، فقال له يوما حسن العطار - تلميذه - يمتحن بصره: كم عدد الجذوع التي في السقف؟
فقال: لا أدري، لكن نقش خاتمي سليمان بن أحمد.
قلت: هذا قاله على سبيل الدعابة، قال: وقال له مرة: من هذا الآتي - يعني: ابنه -؟ فقال: أبو ذر، وليس بالغفاري.
ولأبي القاسم من التصانيف: كتاب " السنة " مجلد، كتاب " الدعاء " مجلد، كتاب " الطوالات " مجيليد، كتاب " مسند شعبة " كبير، " مسند سفيان "، كتاب " مسانيد الشاميين "، كتاب

(1) كذا بالمطبوع، وفي " اللسان ": " لم يكثروا ".
(المقدمة ٢١)