فضيلة الشكر لله - محمد بن جعفر السامري - الصفحة ١٣
يستوي فيها المذكر والمؤنث: " الشاكر الذي يشكر على الموجود، والشكور الذي يشكر على المفقود، ويقال: الشاكر الذي يشكر على الرفد، والشكور الذي يشكر على الرد، ويقال: الشاكر الذي يشكر على النفع، والشكور الذي يشكر على المنع، ويقال: الشاكر الذي يشكر على العطاء، والشكور الذي يشكر على البلاء، ويقال: الشاكر الذي يشكر عند البذل، والشكور الذي يشكر عند المطل ".
ويشعر مطالع هذه الأقوال إلى أي حد بلغ هؤلاء في السيطرة على نوازع نفوسهم وسبل تصرفهم.
من مزايا الحضارة العربية الاسلامية هذا التواصل بين الانسان وربه، فكما أن الانسان يشكر ربه على إحسانه إليه، كذلك في المقابل يشكر الرب عبده لطاعته له ولسعيه الصالح في خدمة الآخرين وابتغاء مصالحهم: * (ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم) * أي مجاز على القليل كثيرا. * (كان الله شاكرا عليما) * ووصف نفسه جل وعلا: * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا، إن الله غفور شكورا) *.
قال الإمام القشيري: " حقيقة الشكر عند أهل التحقيق الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع، وعلى هذا القول يوصف الحق سبحانه بأنه شكور توسعا، ومعناه أنه يجازي العباد على الشكر فسمي جزاء الشكر شكرا، كما قال:
* (وجزاء سيئة مثلها) وقيل: شكره إعطاؤه الكثير من الثواب على العمل اليسير ".
وجاء في تاج العروس: " وأما الشكور في صفات الله عز وجل فمعناه أنه
(١٣)
مفاتيح البحث: الشكر (13)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست