إكرام الضيف - الحربي - الصفحة ٤٤
فذهب بي إلى منزله، فحلب لي شاة فشربت لبنها حتى حلب لي سبعا، فلما كان بعد، أسلمت، ثم جئت فحلب لي شاة فشبعت ورويت، فقلت ما شبعت ولا رويت قبل اليوم فقال " المؤمن يشرب في معي والكافر في سبعة ".
حدثنا محمد بن عثمان نا عبيد الله عن إسرائيل عن يحيى الجابر عن ابن أبي خميصة عن رجل قال: أتانا رجل ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أراد أن يقوم قال " عليكم أضيافكم " فأخذ كل رجل بيد رجل فأتى الرجل - وكان عظيما - فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فانطلق به إلى أهله، وما لهم سارح شأنكم ولا راع غير ست أعنز عدا في قومهم، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتقلها فحلبها فسقاه، فشرب ألبانهن. فبات النبي صلى الله عليه وسلم وأهله وبهم من الجوع ما شاء الله فلما أصبح أتى إلى المسجد، ثم رجع وضيفه إلى أهله، فأخذ شاة فحلبها فشرب، ثم حلب أخرى، فقال: لا جوع بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنك كنت أمس كافرا والكافر يأكل في سبعة أمعاء وأنت اليوم مؤمن، والمؤمن يأكل في معي واحد ".
حدثنا مسدد نا عبد الله بن داود عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه، فقلن ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يضم - أو يضيف - هذا؟ " فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال. أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياننا. قال هيئي طعامك وأصلحي فراشك ونومي صبيانك إذا أرادوا العشاء، فهيأت طعامها وأصلحت فراشها ونومت صبيانها ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته وجعلا يريانه كأنهما يأكلان
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»