كتاب العمر والشيب - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٨٠
المعتمر البصري قال: جاءني ابن الأعمش، قال: كان بالبصرة شيخ قد عمر فكان إذا قيل له: كيف أصبحت؟ كيف أمسيت؟
يقول:
لو كنت تعلم حق علمي * أيقنت أني قد فنيت فأجابه:
إن تك قد فنيت فبعد قوم * طوال العمر بادوا قد بقيت فزادك في حياتك لا تضعه * كأنك في أهيلك ابن قد أتيت فصرت وقد حملت إلى ضريح * وفي الأموات قبلك قد نسيت قريب الدار منفردا وحيدا * بكأس الناس قبلك قد سقيت وكل فتى تعاوده الليالي * سيبليه قوله الزمان كما بليت فكم من باكي يبكيك شجوا * وآخر قد يسر بما لقيت 90 - حدثني محمد بن الحسين (1)، قال حدثني حسان بن عبد الله بن رويشد ابن المصبح الطائي عن أبيه، قال كان في الحي رجل قد طال عمره فكان هو ناعي الحي لا يزال قد نعى الرجل من السفر إلى أهله، فمرض أخ له، فلما حضره الموت، دخل عليه، وقال له:
يا أخ قد أرى منك فأوصني.
قال: بم أوصيك؟
ثم أنشد يقول:
كأن الموت يا ابن أبي وأمي * وإن طالت حياتك قد أتاكا أتنعي الميتين وأنت حي * إذا حي بموتك قد نعاكا إذا اختلف الضحى والعصر دأبا * تسوقهما المنية أدركاكا
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 » »»