منكم عديدا، وأكثف منكم جنودا، وأشد منكم عنودا (1).
تعبدوا للدنيا أي تعبد (2) وآثروها أي إيثار ثم ظعنوا عنها بالصغار (3).
فهل بلغكم أن الدنيا سمحت لهم نفسا بفدية (4) أو أغنت عنهم فيما قد أهلكتهم به بخطب، بل أوهنتهم بالقوارع، وضعضعتهم بالنوائب، وعفرتهم للمناخر (5) وأعانت عليهم ريب المنون.
فقد رأيتم تنكرها لمن دان لها وآثرها وأخلد إليها حتى ظعنوا عنها لفراق الأبد (6) وإلى آخر المسند (7) هل زودتهم إلا السغب أو أحلتهم إلا الضنك / 78 / أو نورت لهم إلا الظلمة أو أعقبتهم إلا النار (8)؟!
أفهذه تؤثرون؟ أم على هذه تحرصون؟ أم إليها تطمئنون؟ قال الله: " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " [15 /