فإن قال قائل: فإذا كنتم قد أبطلتم من معنى الحديث ولاية الدين (1) والولاء في العتق، فليس لما ذهبتم إليه معنى.
قلنا لهم: قد أوضحنا لكم معنى ثالثا لو فهمتم لأن أول الحديث فيه ذكر كل مؤمن ومؤمنة، فيعلم أنه لم يرد بذلك زيد بن حارثة إلا بدخوله في اسم الإيمان، وما في آخره من ذكر العداوة والولاية.
ولم يرد بقوله: " ألست أولى بكل مؤمن ومؤمنة " / 67 / الولاية لأن هذه منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ليست لأحد من المؤمنين (2) والولاية لهم هم بها موصوفون، فتلك منزلة علي بن أبي طالب.
فإن قال قائل: وبما استحق علي بن أبي طالب هذه المنزلة؟
قلنا له: إن قولكم: بما استحق علي بن أبي طالب هذه المنزلة بعد ما [أ] وقفناكم وعرفتم أن النبي عليه السلام أنزله هذه المنزلة وأبانه بهذه الفضيلة تهمة وسوء ظن بالنبي عليه السلام، لأن الذي فعل [به] النبي عليه السلام [ذلك] قمن بذلك (3) لم يفعله [به] إلا بالاستحقاق، ولأن النبي عليه السلام لم يكن بالذي يتقدم بين يدي الله فيبين