الفتنة ووقعة الجمل - سيف بن عمر الضبي - الصفحة ٢٤
ذلك، فعلي كرم الله وجهه لا تأخذه في الحق لومة لائم، ولا يبالي في مرضاة الله إذا سخط البشر كلهم أم رضوا.
و هنا لعب ابن السوداء أهم أدواره، ففي ظروف كتلك الظروف لا وقت عند الناس للتروي والتفكير وتقليب الأمور، ويسهل تصديق الإشاعات وتحميس المختلفين. وهكذا وجد اليهودي، مدعي الاسلام، مجالا رحبا لعلمه، وأستطيع أن أجزم بأنه كان يساعده في ذلك كثيرون. وكلما أشرف المختلفون على التفاهم والمصالحة، وجد أولئك سبيلا لإعادة الأمور أسوأ مما كانت عليه، يساعدهم في ذلك خوف كل من ثار مع قتله عثمان من القصاص . وحصلت المعركة... واستمات الطرفان، ووقع القتلى بالمئات والآلاف، وكان منهم طلحة والزبير، وانتصر علي، لكنه كان حزينا مع ذلك الانتصار، بل كان أكثر الناس حزنا بين المنتصرين، كما كانت عائشة رضي الله عنها أكثر الناس حزنا بين المنهزمين. كان علي يقول:
" والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة ".
كانت عائشة تقول:
" والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة ".
الكلام نفسه يصدر عن المنتصر وعن المنهزم. فقد حرص الطرفان على حقن الدماء لكن أمر الله كان قضاء مقضيا.
لقد زاد عدد ضحايا وقعة الجمل عن خمسة عشر الف قتيل، وكانت بداية حرب أهلية قصت تقريبا على جميع الباقين من الصحابة الصالحين. ومع مرور
(٢٤)
مفاتيح البحث: القتل (2)، الحزن (2)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 5
2 ترجمة سيف بن عمر 27
3 حول المصادر وطريقة البحث 29
4 الفتنة (مقتل عثمان بن عفان) 33
5 نفي المخالفين من أهل الكوفة 35
6 نفي المشاغبين من أهل البصرة إلى الشام 42
7 اجتماع الثوار على عثمان 44
8 دعوة عبد الله بن سبأ 48
9 مشاورات عثمان مع ولاته 50
10 المواجهة الأولى سنة 34 ه‍ 54
11 خروج الثوار إلى المدينة عام 35 ه‍ 57
12 ما قاله علي وطلحة والزبير للثوار وتظاهر بالعودة 59
13 مباغتة المدينة 60
14 كتابة عثمان إلى الأمصار 61
15 آخر خطبة لعثمان 64
16 الحصار 65
17 مقتل عثمان 72
18 بعض سير عثمان بن عفان 75
19 آراء متفرقة في تحليل الفتنة 76
20 دفن عثمان 84
21 ولاة الأمصار عند وفاته عثمان 85
22 بعض خطب عثمان 86
23 خلافة علي بن أبي طالب 89
24 الدولة بلا خليفة 91
25 المبايعة لعلي 93
26 مبايعة طلحة والزبير 94
27 أول خطبة لعلي 95
28 مطالب طلحة والزبير 97
29 أخبار عمال علي 99
30 كتابة علي إلى أبي موسى ومعاوية 101
31 وقعة الجمل 105
32 استئذان طلحة والزبير عليا في العمرة 107
33 استنفار أهل المدينة 108
34 وصول الخبر إلى عائشة 111
35 توجه عائشة إلى المدينة وعودتها 112
36 توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة 116
37 موقف عبد الله بن عمر 118
38 خروج علي إلى الربذة يريد البصرة 118
39 الموقف في البصرة 121
40 قتال عائشة وعثمان بن حنيف 126
41 الاتفاق على وقف القتال بين عثمان بن حنيف وعائشة 127
42 عودة القتال وإنتصار عائشة 129
43 مسير علي بن أبي طالب إلى البصرة 134
44 موقف أبي موسى الأشعري 138
45 نزول أمير المؤمنين علي ذا قار 143
46 مساعي الإصلاح 144
47 رؤوس الفتنة يحبطون مساعي الإصلاح 147
48 المعركة 155
49 صفة القتال يوم الجمل 172
50 انزال هودج عائشة 172
51 مقتل الزبير بن العوام 174
52 من انهزم يوم الجمل فاختفى ومضى في البلاد 175
53 دفن القتلى وتوجع علي عليهم 178
54 عدد قتل الجمل 179
55 دخول علي على عائشة ومعاقبته من أساء إليها 179
56 بيعة أهل البصرة عليا وقسمه ما في بيت المال عليهم 181
57 سيرة علي فيمن قاتل يوم الجمل 181
58 خروج عائشة من البصرة إلى مكة 182
59 كتابة علي إلى عاملة بالكوفة 182
60 تجهيز علي عائشة وإرسالها إلى المدينة 183