عون المعبود - العظيم آبادي - ج ٣ - الصفحة ٢٥
ينصرف بظاهره إلى من له الأمر والنهي وهو الرسول صلى الله عليه وسلم (أن نقرأ بفاتحة الكتاب) فيه وفيما يأتي من الأحاديث دليل على وجوب القراءة في الصلاة وأنها متعينة لا يجزي غيرها إلا لعاجز عنها وهذا مذهب مالك والشافعي وجمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وقال أبو حنيفة وطائفة قليلة لا يجب الفاتحة بل الواجب آية من القرآن (وما تيسر) في محل الجر عطف على فاتحة الكتاب، أي أمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وبما تيسر من القرآن. واستدل به وبقوله فما زاد في حديث أبي هريرة الآتي وبقوله فصاعدا في حديث عبادة بن الصامت الآتي على وجوب قدر زائد على الفاتحة. وتعقب بأنه ورد لدفع توهم قصر الحكم على الفاتحة. قال البخاري في جزء القراءة: هو نظير قوله تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا. وادعى ابن حبان والقرطبي وغيرهما الاجماع على عدم وجوب قدر زائد عليها، وفيه نظر لثبوته عن بعض الصحابة ومن بعدهم فيما رواه ابن المنذر وغيره، ولعلهم أرادوا أن الأمر استقر على ذلك. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة يقول كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى عنا أخفينا عنكم وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت وإن زدت فهو خير لابن خزيمة من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب. كذا أفاد الحافظ في فتح الباري. قال الشوكاني في النيل بعد ذكر الأحاديث التي فيها زيادة فصاعدا ما نصه: وهذه الأحاديث لا تقصر عن الدلالة على وجوب قرآن مع الفاتحة ولا خلاف في استحباب السورة مع الفاتحة في صلاة الصبح والجمعة والأوليين من كل الصلوات. قال النووي: أن ذلك سنة عند جميع العلماء. وحكى القاضي عياض عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة. قال النووي: وهو شاذ مردود. وأما السورة في الركعة الثالثة والرابعة فكره ذلك مالك واستحبه الشافعي في قوله الجديد دون القديم، ثم قال ما حاصله إنه قد ذهب إلى إيجاب قرآن مع الفاتحة عمر وابنه عبد الله وعثمان بن أبي العاص وغيرهم والظاهر ما ذهبوا إليه من إيجاب شئ من القرآن. وأما التقدير بثلاث آيات فلا دليل عليه إلا توهم أنه لا يسمى دون ذلك قرآنا لعدم إعجازه كما قيل وهو فاسد لصدق القرآن على القليل والكثير لأنه جنس. وأيضا المراد ما يسمى قرآنا ما يسمى معجزا ولا تلازم بينهما، وكذلك التقدير بالآية الطويلة. نعم لو كان حديث أبي سعيد الذي عند ابن ماجة بلفظ لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة في فريضة أو غيرها صحيحا لكان مفسرا للمبهم في الأحاديث من قوله فما زاد وقوله فصاعدا وقوله ما تيسر ولكان دالا على وجوب الفاتحة وسورة في كل ركعة ولكنه ضعيف، وقد عورضت هذه الأحاديث بما في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة أنه قال في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى عنا أخفينا عنكم وإن تزد على أم القرآن أجزأت وإن
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ما جاء في نقصان الصلاة 3
2 باب تخفيف الصلاة 3
3 باب القراءة في الظهر 9
4 باب تخفيف الأخريين 13
5 باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر 15
6 باب قدر القراءة في المغرب 19
7 باب من رأى التخفيف فيهما 21
8 باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين 23
9 باب القراءة في الفجر 24
10 باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب 24
11 باب من رأى القراءة إذا لم يجهر 35
12 باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة 41
13 باب تمام التكبير 44
14 باب كيف يضع ركبته قبل يده 47
15 باب النهوض في الفرد 53
16 باب الإقعاء بين السجدتين. 55
17 باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع. 57
18 باب الدعاء بين السجدتين. 61
19 باب رفع النساء إذا كن مع الإمام (الرجال) رؤوسهن من السجدة. 62
20 باب طول القيام من الركوع وبين السجدتين 62
21 باب صلاة من لا يقيم في الركوع والسجود. 65
22 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه. 82
23 باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين. 83
24 باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده. 85
25 باب الدعاء في الركوع والسجود. 90
26 باب الدعاء في الصلاة. 94
27 باب مقدار الركوع والسجود. 99
28 باب الرجل يدرك الإمام ساجدا كيف يصنع. 102
29 باب أعضاء السجود. 113
30 باب السجود على الأنف والجبهة. 116
31 باب صفة (كيف) السجود. 116
32 باب الرخصة في ذلك للضرورة. 119
33 باب التخصر والإقعاء. 119
34 باب البكاء في الصلاة. 121
35 باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة. 122
36 باب الفتح على الإمام في الصلاة. 123
37 باب النهي عن التلقين. 124
38 باب الالتفات في الصلاة. 125
39 باب السجود على الأنف. 126
40 باب النظر في الصلاة. 126
41 باب الرخصة في ذلك. 129
42 باب العمل في الصلاة. 130
43 باب رد السلام في الصلاة. 135
44 باب تشميت العاطس في الصلاة. 139
45 باب التأمين وراء الأمام. 144
46 باب التصفيق في الصلاة. 152
47 باب الإشارة في الصلاة. 155
48 باب مسح الحصا في الصلاة. 156
49 باب الرجل يصلي مختصرا (باب الاختصار في الصلاة). 157
50 باب الرجل يعتمد في الصلاة على عصا. 158
51 باب النهي عن الكلام في الصلاة. 159
52 باب في صلاة القاعد. 161
53 باب كيف الجلوس في التشهد. 166
54 باب من ذكر التورك في الرابعة. 170
55 باب التشهد. 174
56 باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد. 185
57 باب إخفاء التشهد 193
58 باب الإشارة في التشهد. 194
59 باب كراهية الاعتماد على اليد في الصلاة. 198
60 باب في تخفيف القعود 201
61 باب في الإسلام 202
62 باب الرد على الإمام. 211
63 باب التكبير بعد الصلاة 212
64 باب حذف السلام. 214
65 باب إذا أحدث في صلاته يستقبل 215
66 باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة 216
67 باب السهو في السجدتين (باب في سجود السهو) 218
68 باب إذا صلي خمسا 227
69 باب إذا شك في الثنتين والثلاث من قال يلقى الشك 231
70 باب من قال يتم على أكثر (أكبر) ظنه 237
71 باب من قال (يسجد) بعد التسليم (السلام) 242
72 باب من قام من ثنتين ولم يتشهد. 243
73 باب من نسي أن يتشهد وهو جالس 246
74 باب سجدتي السهو فيهما تشهد وتسليم 251
75 باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة 253
76 باب كيف الانصراف من الصلاة 253
77 باب صلاة الرجل التطوع في بيته 255
78 باب من صلى لغير القبلة ثم علم 256
79 باب تفريع أبواب الجمعة باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة 258
80 باب الإجابة أية ساعة هي في يوم الجمعة 262
81 باب فضل الجمعة. 263
82 باب التشديد في ترك الجمعة 265
83 باب كفارة من تركها 266
84 باب من تجب عليه الجمعة 267
85 باب الجمعة في اليوم المطير 272
86 باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة أو الليلة المطيرة 273
87 باب الجمعة للمملوك والمرأة 277
88 باب الجمعة في القرى 280
89 باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد 286
90 باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة 289
91 باب اللبس للجمعة 290
92 باب التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة 293
93 باب اتخاذ المنبر 294
94 باب موضع المنبر 297
95 باب الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال 298
96 باب وقت الجمعة 300
97 باب النداء يوم الجمعة 302
98 باب الإمام يكلم الرجل في خطبته 308
99 باب الجلوس إذا صعد المنبر 309
100 باب الخطبة قائما. 310
101 باب الرجل يخطب على قوس 313
102 باب رفع اليدين على المنبر 318
103 باب إقصار الخطب 320
104 باب الدنو من الإمام عند الموعظة 321
105 باب الإمام يقطع للأمر يحدث 322
106 باب الاحتباء والإمام يخطب 322
107 باب الكلام والإمام يخطب 324
108 باب استئذان المحدث للإمام 326
109 باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب 327
110 باب تخطي رقاب الناس يوم الجمعة 329
111 باب الرجل ينعس والإمام يخطب 330
112 باب الإمام يتكلم بعدما ينزل من المنبر 330
113 باب من أدرك من الجمعة ركعة 333
114 باب ما يقرأ به في الجمعة 333
115 باب الرجل يأتم بالإمام وبينهما جدار. 335
116 باب الصلاة بعد الجمعة 335
117 باب القعود بين الخطبتين 340
118 باب صلاة العيدين 341
119 باب وقت الخروج إلى العيد 342
120 باب خروج النساء في العيد 343
121 باب الخطبة يوم لعيد 346
122 باب يخطب على قوس 349