شرح سنن النسائي - جلال الدين السيوطي - ج ٧ - الصفحة ٢٤٢
حديث وهي ترجع إلى أربعة أحاديث قوله عليه الصلاة والسلام إنما الأعمال بالنيات وقوله من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه وقوله الحلال بين والحرام بين وقوله لا يكون المرء مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه وروى مكان هذا أزهد في الدنيا يحبك الله الحديث قال وقد نظم هذا أبو الحسن طاهر بن مفرز في بيتين فقال عمدة الدين عندنا كلمات * أربع من كلام خير البرية اتق الشبهات وازهد ودع ما * ليس يعنيك واعملن بنية قال المازري وإنما نبه أهل العلم على عظم هذا الحديث لان الانسان إنما يعبد بطهارة قلبه وجسمه فأكثر المذام المحظورات إنما تنبعث من القلب وأشار صلى الله عليه وسلم لاصلاحه ونبه على أن اصلاحه هو إصلاح الجسم وأنه الأصل وهذا صحيح يؤمن به حتى من لا يؤمن بالشرع وقد نص عليه الفلاسفة والأطباء والاحكام والعبادات آلة يتصرف الانسان عليها بقلبه وجسمه فيها يقع في مشكلات وأمور ملتبسات تكسب التساهل فيها وتعويد النفس الجراءة عليها وتكسب فساد الدين والعرض فنبه صلى الله عليه وسلم على توقي هذه وضرب لها مثلا محسوسا لتكون النفس له أشد تصورا والعقل أعظم قبولا فأخبر أن الملوك لهم أحمية وكانت العرب تعرف في الجاهلية أن العزيز فيهم يحمى مروجا وأفنية ولا يتجاسر عليها ولا يدنو منها مهابة من سطوته أو خوفا من الوقوع في حوزته وهكذا محارم الله سبحانه من ترك منها ما قرب فهو من توسطها أبعد ومن تحامي طرف النهي أمن عليه أن يتوسط ومن قرب توسط (وان بين ذلك
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»