شرح سنن النسائي - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٢١
تمثيل ما آل إليه معنى القرآن في قوله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح تبارك الله أحسن الخالقين قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في أماليه هذا ونحو أرحم الرحمين وأحكم الحاكمين مشكل لان أفعل لا يضاف إلا إلى جنسه وهنا ليس كذلك لان الخلق من الله تعالى بمعنى الايجاد ومن غيره بمعنى الكسب وهما متباينان والرحمة من الله إن حملت على الإرادة صح المعنى لأنه يصير إرادة من سائر المريدين وإن جعلت من مجاز التشبيه وهو أن معاملته تشبه معاملة الراحم صح المعنى أيضا لان ذلك مشترك بينه وبين عباده وأن أريد إيجاد فعل الرحمة كان مشكلا إذ لا موجد إلا الله تعالى قال وأجاب السيف الآمدي بأن معناه أعظم من تسمى بهذا الاسم قال الشيخ وهذا مشكل لأنه جعل التفاضل في غير ما وضع اللفظ بإزائه وهذا يساعد المعتزلة
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 218 219 221 222 226 227 228 229 ... » »»