الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٦ - الصفحة ١٢
(...) (حدثني) أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عامل ميسر لعمله * * * جفت به الأقلام أي التي كتبته في اللوح المحفوظ.
أي تمت كتابته وامتنعت في الزيادة والنقصان.
قال العلماء وكتاب الله ولوحه وقلمه والصحف المذكورة في الأحاديث كل ذلك مما يجب الإيمان به وأما كيفية ذلك وصفتها فعلمها إلى الله تعالى.
وجرت به المقادير قال أبو المظفر السمعاني سبيل معرفة هذا الباب التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس ومجرد العقول فمن عدل عن التوقيف فيه ض وتاه في بحار الحيرة ولم يبلغ شفاء النفس ولم يصل إلى ما يطمئن إليه القلب لأن القدر سر من أسرار الله تعالى، ضربت دونه الأستار اختص الله تعالى به وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم لما علمه من الحكمة وأوجب لنا أن نقف حيث حد لنا ولا نتجاوزه وقد طوى الله علم القدر عن العالم فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب.
وقيل إن سر القدر ينكشف لهم إذا دخلوا الجنة ولا ينكشف قبل دخولها.
* * *
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»