الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٨٢
ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء وناس دون ناس قال ويؤيد ذلك رواية فتحت أبواب الرحمة وجاء في حديث آخر صفدت مردة الشياطين قال ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر مما لا يفتح في غيره عموما كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها وكذلك تغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين عبارة عن ما ينكفون عنه من المخالفات قال القرطبي يصح حمله على الحقيقة ويكون معناه أن الجنة قد فتحت وزخرفت لمن مات في رمضان لفضيلة هذه العبادة الواقعة فيه وغلقت أبواب النار فلا يدخلها منهم أحد مات فيه وصفدت الشياطين لئلا تفد على الصائمين فإن قيل فنرى الشرور والمعاصي تقع في رمضان كثيرا فلو كانت الشياطين مصفدة ما وقع شر فالجواب من أوجه أحدهما إنما يغل عن الصائمين صوما حوفظ على شروطه وروعيت آدابه أما ما لم يحافظ عليه فلا يغل عن فاعله الشيطان الثاني لو سلم أنها مصفدة عن كل صائم فلا يلزم ألا يقع شر لأن لوقوع الشر أسبابا أخرى غير الشياطين وهي النفوس الخبيثة والعادات الركيكة والشياطين الإنسية الثالث أن المراد غالب الشياطين والمردة منهم وأما غيرهم فقد لا يصفد والمراد تقليل الشرور وذلك موجود في رمضان فإن وقوع الشرور والفواحش فيه قليل بالنسبة إلى غيره من الشهور
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 179 181 182 183 184 185 186 188 ... » »»