عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ٢٩٣
مسلم بن شهاب الزهري راوي الحديث، وهو موصول بالسند المذكور.
قوله: (فأخبرنا) بفتح الراء. قوله: (من سمع) فاعل أخبرنا، وقال الكرماني: من سمع قيل يشبه أن يكون ذلك هو أبو سلمة لما صرح باسمه في الروايات الأخر. قوله: (بالمصلى) أي: مصلى الجنائز وهو بقيع الغرقد. قوله: (فلما أذلقته) بالذال المعجمة وبالقاف أي: فلما أقلقته وأصابته بحرها. قوله: (بالحرة) بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء، وهي أرض ذات حجارة سود. والمدينة بين حرتين.
32 ((باب للعاهر الحجر)) أي: هذا باب يذكر فيه للعاهر أي: للزاني الحجر أي: الخيبة والحرمان، وقيل: الرجم.
7186 حدثنا أبو الوليد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها، قالت: اختصم سعد وابن زمعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش، واحتجبي منه يا سودة) زاد لنا قتيبة عن الليث: وللعاهر الحجر.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو الوليد هشام بن عبد الملك. وقد أخرجه مختصرا، ومضى بتمامه في كتاب الفرائض في: باب الولد للفراش حرة كانت أو أمة، أخرجه عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن ابن شهاب، ومضى الكلام فيه مستوفى.
وسعد هو ابن أبي وقاص، وابن زمعة: هو عبد بن زمعة، وسودة: هي بنت زمعة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. قوله: (زاد لنا) يعني: قال البخاري زاد لنا قتيبة بن سعيد أحد مشايخه عن الليث بن سعد بعد قوله: قوله: (الولد للفراش وللعاهر الحجر) وفي رواية أبي ذر: وزادنا.
42 ((باب الرجم في البلاط)) أي: هذا باب في بيان الرجم في البلاط، وفي رواية المستملي: بالبلاط والباء فيه ظرفية أيضا، وهو بكسر الباء وفتحها وقد استعمل في معاني كثيرة على ما نذكره الآن، لكن المراد به ههنا موضع معروف عند: باب المسجد النبوي، وكان مفروشا بالبلاط يدل عليه كلام ابن عمر في آخر حديث الباب: وزعم بعض الناس أن المراد بالبلاط الحجر الذي يرجم به، وهو ما يفرش به الدور حتى استشكل ابن بطال هذه الترجمة فقال: البلاط وغيره سواء، وهو بعيد، لأن المراد بالبلاط مثل ما ذكرناه. وكذا قال أبو عبيد البكري: البلاط موضع بالمدينة بين المسجد النبوي والسوق، وقيل: يحتمل أن يراد به عدم اشتراط الحفر للمرجوم لأن البلاط لا يتأتى فيه الحفر، وهذا أيضا احتمال بعيد، وقد ثبت في (صحيح مسلم) أنه صلى الله عليه وسلم، أمر فحفرت لماعز بن مالك حفيرة فرجم فيها، وقال ياقوت الحموي في (المشترك): البلاط بفتح أوله وبكسره قرية بغوطة دمشق، وبلاط عوسجة حصن من أعمال شنتبرية بالأندلس، والبلاط أيضا مدينة خربت كانت قصبة كورة الحوار من نواحي حلب، والبلاط موضع بالقسطنطينية كان مجلسا للأسرى أيام سيف الدولة بن حمدان، ذكره أبو فراس في شعره، وقال أيضا البلاط موضع بالمدينة وهو موضع مبلط بالحجارة بين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسوق.
9186 حدثنا محمد بن عثمان حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي ويهودية قد أحدثا جميعا، فقال لهم: (ما تجدون في كتابكم) قالوا: إن أحبارنا أحدثوا تحميم الوجه والتجبية. قال عبد الله بن سلام: ادعهم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوراة، فأتي بها فوضع أحدهم يده على آية الرجم وجعل يقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له ابن سلام: إرفع يدك، فإذا آية الرجم تحت يده، فأمر بهما
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 » »»