عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ١٨
اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف.
مطابقته للترجمة في قوله: (اللهم أشد وطأتك)... إلى آخره. ومعاذ بضم الميم وبالذال المعجمة ابن فضالة بفتح الفاء وتخفيف المعجمة، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى بن أبي كثير بالثاء المثلثة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
والحديث مضى في تفسير سورة النساء فإنه أخرجه عن أبي نعيم عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة.. إلى آخره، ومضى أيضا في الاستسقاء من رواية الأعرج عن أبي هريرة، وعياش بتشديد الياء آخر الحروف وبالشين المعجمة. وهؤلاء الثلاثة المذكورين فيه أسباط المغيرة المخزومي.
قوله: (وطأتك) الوطأة بفتح الواو وإسكان الطاء هو الدوس بالقدم، ويراد منها الإهلاك لأن من يطأ على الشيء برجله فقد استقصى في هلاكه، ومضر قبيلة غير منصرف، وفيه: المضاف محذوف أي: اشدد وطأتك على كفار مضر.
4936 ح دثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن أنس رضي الله عنه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم، سرية يقال لهم: القراء، فأصيبوا، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وجد على شيء ما وجد عليهم، فقنت شهرا في صلاة الفجر ويقول: إن عصية عصوا الله ورسوله.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (فقنت) لأن قنوته كان يتضمن الدعاء عليهم. والحسن بن الربيع بفتح الراء وكسر الباء الموحدة البجلي الكوفي، وأبو الأحوص سلام بتشديد اللام ابن سليم الحنفي الكوفي، وعاصم هو ابن سليمان الأحول.
والحديث مضى في الوتر عن مسدد وفي المغازي عن موسى بن إسماعيل وفي الجنائز عن عمرو بن علي وفي الجزية عن أبي النعمان محمد بن الفضل. وأخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر وأبي كريب وغيرهما.
قوله: (سرية) هي طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو، وجمعها السرايا سموا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم من الشيء السري أي النفيس. قوله: (يقال لهم) القراء سموا به لأنهم كانوا أكثر قراءة من غيرهم، وكانوا من أوزاع الناس ينزلون الصفة يتعلمون القرآن وكانوا ردءا للمسلمين، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، سبعين منهم إلى أهل نجد لتدعوهم إلى الإسلام، فلما نزلوا بئر معونة قصدهم عامر بن الطفيل في أحياء من عصية وغيرهم فقتلوهم. قوله: (فأصيبوا) على صيغة المجهول، أي: قتلوا. قوله: (وجد)، أي: حزن حزنا شديدا. قوله: (إن عصية) مصغر العصي، وهي قبيلة، وقد مر في الجهاد أنه قنت أربعين يوما. ومفهوم العدد لا اعتبار له.
5936 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان اليهود يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم، يقولون: السام عليك، ففطنت عائشة إلى قولهم، فقالت: عليكم السام واللعنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مهلا يا عائشة! إن الله يحب الرفق في الأمر كله. فقالت: يا نبي الله! أولم تسمع ما يقولون؟ قال: أولم تسمعي؟ أرد ذلك عليهم فأقول: وعليكم.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (فأقول: وعليكم) فإنه دعاء عليهم.
وعبد الله بن محمد المعروف بالسندي، وهشام بن يوسف الصنعاني، ومعمر بفتح الميمين ابن راشد.
والحديث مر في كتاب الأدب في: باب الرفق في الأمر كله، فإنه أخرجه هناك عن عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير... إلى آخره.
قوله: (السام)، هو الموت.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»