عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٢٠٠
والفاء قوله لو تركته أمه بحيث لا يعرف قدوم رسول الله بين لكم باختلاف كلامه ما يهون عليكم أمره وشأنه قوله لقد أنذره نوح عليه السلام قومه ووجه التخصيص به وقد عمم أولا حيث قال ما من نبي لأنه أبو البشر الثاني وذريته هم الباقون في الدنيا قوله ليس بأعور قال الكرماني كونه غير إله معلوم بالبراهين القاطعة فما فائدة ذكره أنه ليس بأعور قلت هذا مذكور للقاصرين عن إدراك المعقولات (قال أبو عبد الله خسأت الكلب بعدته: خاسئين مبعدين) ثبت هذا في رواية المستملي وحده وأبو عبد الله هو البخاري نفسه وكذا فسر أبو عبيدة وقال في قوله * (كونوا قردة خاسئين) * أي قاصين معبدين يقال خسأته عني وخسأ هو يعني يتعدى ولا يتعدى وقال في قوله تعالى * (ينقلب إليك البصر خاسئا) * أي مبعدا * - 98 ((باب قول الرجل مرحبا)) أي: هذا باب في بيان قول الرجل الآخر: مرحبا، هكذا هذه الترجمة في رواية الأكثرين، وفي رواية المستملي: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم، مرحبا، وقال الأصمعي: معنى مرحبا: لقيت رحبا وسعة، وقال الفراء: نصب على المصدر، وفيه معنى الدعاء بالرحب والسعة، وقيل: هو مفعول به أي: لقيت سعة لا ضيقا.
وقالت عائشة: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة عليها السلام: مرحبا بابنتي هذا التعليق طرف من حديث تقدم موصولا في علامات النبوة عن مسروق عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة تمشي... الحديث.
وقالت أم هانىء: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مرحبا بأم هانىء هذا التعليق مضى موصولا عن قريب في: باب ما جاء في زعموا، أو اسم أم هانىء فاختة بنت أبي طالب، وأخت علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
6176 حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا أبوا التياح عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: مرحبا بالوفد الذين جاؤوا غير خزايا ولا ندامى، فقالوا: يا رسول الله! إنا حي من ربيعة وبيننا وبينك مضر وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بأمر فصل ندخل به الجنة وندعو به من وراءنا، فقال: أربع وأربع: أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان وأعطوا خمس ما غنمتم، ولا تشربوا في الدباء والحنتم والنقير والمزفت.
مطابقته للترجمة في قوله: (قال: مرحبا) وعمران بن ميسرة ضد الميمنة وعبد الوارث بن سعيد الثقفي، وأبو التياح بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الياء آخر الحروف وبالحاء المهملة واسمه يزيد بن حميد الضبعي البصري، وأبو جمرة بالجيم والراء نصر بن عمران الضبعي البصري.
والحديث قد مضى في كتاب الإيمان في: باب أداء الخمس من الإيمان، فإنه أخرجه هناك عن علي بن الجعد عن شعبة عن أبي جمرة... إلى آخره، ومضى أيضا في كتاب الأشربة.
قوله: (عبد القيس) من أولاد ربيعة كانوا ينزلون حوالي القطيف. قوله: (غير خزايا) جمع الخزيان وهو المفتضح أو الذليل أو المستحي، والندامى: جمع ندمان بمعنى النادم. قوله: (مضر) بضم الميم وفتح الضاد المعجمة وبالراء قبيلة. قوله: (في الشهر الحرام) يعني: رجبا وذا القعدة وذا الحجة ومحرما وذلك لأن العرب كانوا لا يقاتلون فيها. قوله: (فصل) فاصل بين الحق والباطل. قوله: (أربع وأربع) أي: الذي آمركم به أربع والذي أنهاكم عنه أربع. قوله: (وصوموا رمضان) ويروى: وصوم رمضان. قوله: (وأعطوا خمس ما غنمتم) إنما ذكره لأنهم كانوا أصحاب الغنائم ولم يذكر الحج إما لأنه لم يفرض حينئذ ولعلمه بأنهم لا يستطيعونه. قوله: (في الدباء) بتشديد الباء الموحدة وبالمد: اليقطين،
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»