عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ٢٦٩
مطابقته للترجمة ظاهرة وعمرو بفتح العين ابن علي بن بحر الصيرفي البصري، وهو شيخ مسلم أيضا، ويحيى هو القطان، وسفيان هو الثوري، وسليمان هو الأعمش ومسلم بضم الميم وسكون السين وكسر اللام. قال بعضهم هو أبو الضحى مشهور بكنيته أكثر من اسمه، ثم قال: وجوز الكرماني أن يكون مسلم بن عمران لكونه يروي عن مسروق ويروي الأعمش عنه، وهو تجويز عقلي محض يمجه سمع المحدث، على أني لم أر لمسلم بن عمران البطين رواية عن مسورق. قلت: الذي قاله هذا القائل يمجه سمع كل أحد، ودعواه أنه لم ير لمسلم بن عمران رواية عن مسروق باطلة، لأن جامع (رجال الصحيحين) ذكر فيه مسلم بن أبي عمارن، ويقال: ابن عمران، ويقال: ابن أبي عبد الله البطين، يكنى أبا عبد الله سمع سعيد بن جبير عندهما، يعني (: عند الشيخين، ومسروقا عند البخاري، وروى عنه الأعمش عندهما، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وكيف يدعى هذا المدعى بدعواه الفاسدة ردا على من سبقه في شرح هذا الحديث مشنعا عليه بسوء أدب قل كل يعمل على شاكلته؟
والحديث أخرجه مسلم في الطب عن شيبان بن فروخ وغيره وأخرجه النسائي فيه وفي اليوم والليلة عن محمد بن قدامة وعن آخرين.
قوله: (يعوذ) من التعويذ بالذال المعجمة. قوله: (يمسح) أي: يمسح على موضع الوجع بيده اليمنى، قال الطبري: هو على طريق التفاؤل لزوال ذلك الوجع. قوله: (لا شفاء) بالمد مبني على الفتح وخبره محذوف أي: لا شفاء حاصل لنا أوله إلا بشفائك قوله: (إلا شفاؤك) بالرفع بدلا من موضع: لا شفاء قوله: (شفاء) بالنصب على أنه مصدر: إشفه.
قوله: (قال سفيان) هو موصول بالإسناد المذكور. قوله: (حدثت به) أي: بهذا الحديث منصورا يعني: ابن المعتمر، وإبراهيم هو النخعي، والحاصل أن فيه طريقين: طريق عن مسلم عن مسروق، وطريق عن إبراهيم عنه.
5744 حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام بن عروة، قال: أخبرني أبي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي، يقول: امسح الباس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت.
مطابقته للترجمة ظاهرة وأحمد بن أبي رجاء بالجيم والمد واسمه عبد الله أبو الوليد الحنفي الهروي، والنضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ابن شميل، وهشام يروي عن أبيه عروة بن الزبير عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والحديث من أفراده.
قوله: (يقول) حال من الضمير الذي في: يرقي قوله: (رب الناس) أي: يا رب الناس. قوله: (لا كاشف له) أي: للمرض أو للمريض الذي يرقي له، فقرينة الحال تدل على ذلك.
5745 حدثناعلي بن عبد الله حدثنا سفيان قال: حدثني عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض: بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا. (انظر الحديث: 5745 طرفه في: 5746).
مطابقته للترجمة ظاهرة وعلي بن عبد الله بن المديني، وسفيان هو ابن عيينة، وعبد ربه بإضافة عبد إلى ربه وإضافة الرب إلى الضمير هو الأنصاري أخو يحيى بن سعيد، وعمرة هي بنت عبد الرحمن التابعية.
والحديث أخرجه مسلم في الطب أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره وأخرجه أبو داود فيه عن زهير بن حرب وغيره. وأخرجه النسائي فيه وفي اليوم والليلة عن أبي قدامة السرخسي. وأخرجه ابن ماجة في الطب عن أبي بكر بن أبي شيبة.
قوله: (كان يقول للمريض) وفي رواية أبي داود: كان يقول للإنسان إذا اشتكى. قوله: (تربة أرضنا) مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هذه تربة أرضنا أو: هذا المريض. قوله: (بريقة بعضنا) فيه دلالة على أنه كان يتفل عند الرقية، وقال النووي: معنى الحديث أنه إذا أخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة ثم وضعها على التراب فعلق به شيء منه ثم مسح به الموضع العليل أو الجريح قائلا الكلام المذكور في حالة المسح، وتكلموا في هذا الموضع بكلام كثير، وأحسنه ما قاله التوربشتي: بأن المراد بالتربة الإشارة إلى فطرة آدم، والريقة الإشارة إلى النطفة، كأنه تضرع بلسان الحال أنك اخترعت الأصل الأول من التراب ثم أبدعته منه من ماء مهين
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»