عمدة القاري - العيني - ج ١٥ - الصفحة ٢٤٧
الختان سنة معمولا بها في ذريته، وهو حكم التوراة على بني إسرائيل كلهم، ولم يزالوا يختتنون إلى زمن عيسى، عليه الصلاة والسلام، غيرت طائفة من النصارى ما جاء في التوراة من ذلك، وقالوا: المقصود غلفة القلب لا غلفة الذكر، فتركوا المشروع من الختان بضرب من الهذيان، وهو عند الشافعي واجب، وعند أكثر العلماء سنة، وإنما يجب بعد البلوغ، ويستحب في السابع، ومحله الفروع.
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد بالقدوم مخففة أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب بن أبي حمزة الحمصي، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان.
قوله: (بالقدوم)، يعني: روى أبو الزناد بالقدوم حال كونها مخففة الدال، وقال القرطبي: الذي عليه أكثر الرواة بالتخفيف يعني به الآلة، وهو قول أكثر أهل اللغة في الآلة، قال يعقوب: الآلة لا تشدد، واعلم أن قوله: حدثنا أبو اليمان إلى قوله: مخففة، وقع في غير نسخة من رواية أبي الوقت وغيره بعد قوله: ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة وفي نسختنا: وقع مثل ما تراه، فلذلك جعلنا متابعة عبد الرحمن بن إسحاق ومتابعة عجلان ورواية محمد بن عمرو لشعيب لذي روى عنه أبو اليمان بالتخفيف، وأما على تلك النسخ فتكون المتابعتان لقتيبة بن سعيد في كون عمر إبراهيم، عليه السلام، في ثمانين سنة، فيكون اتفاق هذه الروايات تدل على أن عمره عند اختتانه كان ثمانين سنة، وينبغي التنبيه في هذا الموضع حتى لا يختلط الكلام.
تابعه عبد الرحمان بن إسحاق عن أبي الزناد أي: تابع شعيبا عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله الثقفي المدني فيه مقال استشهد به البخاري، وروى له في الأدب وهذه المتابعة وصلها مسدد في (مسنده) عن بشير بن المفضل عنه ولفظه: اختتن إبراهيم بعدما مرت به ثمانون سنة واختتن بالقدوم، يعني مخففة وقال النووي: لم يختلف الرواة عند مسلم بالتخفيف.
وتابعه عجلان عن أبي هريرة أي: تابع شعيبا أو عبد الرحمن بن إسحاق عجلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة القرشي، والد محمد بن عجلان، يعني: في التخفيف، وهذه المتابعة وصلها أحمد عن يحيى القطان عن محمد بن عجلان عن أبيه عجلان عن أبي هريرة.
ورواه محمد بن عمر و عن أبي سلمة أي: وروى الحديث المذكور محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، ووصل هذا أبو يعلى في (مسنده) من هذا الوجه، ولفظه: اختتن إبراهيم على رأس ثمانين سنة. واختلف في المراد بالقدوم، فقيل: مقيل لإبراهيم، عليه السلام، وقيل: هي قرية بالشام، وقال الحازمي: المخفف قرية كانت عند حلب، وقيل: هو اسم مجلس إبراهيم بحلب، وقال ثعلب: هو اسم موضع، وقال ابن وضاح: هو جبل بالمدينة، وقال ابن دريد: قدوم، بالفتح والتخفيف: ثنية بالشراة، وكذا قال البكري، وحكى البكري عن محمد بن جعفر اللغوي: أن المكان مشدد لا يدخله الألف واللام، ومن رواه في حديث إبراهيم بالتخفيف فإنما عنى الآلة، وقال القرطبي: الذي عليه أكثر الرواة بالتخفيف، يعني به: الآلة، وهو قول أكثر أهل اللغة. وقال الجوهري: القدوم الذي ينحت به مخفف، ولا تقول: قدوم، بالتشديد، وقال ابن السكيت: والجمع قدوم.
7533 حدثنا سعيد بن تليد الرعيني أخبرنا ابن وهب قال أخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاثا.
8533 وحدثنا محمد بن محبوب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»