عمدة القاري - العيني - ج ١٢ - الصفحة ٥٢
3522 حدثنا عبد الغفار بن داود قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمان عن عمرو بن أبي عمر و عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الروحاء حلت فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آذن من حولك فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية ثم خرجنا إلى المدينة قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب..
مطابقته للترجمة من حيث إنه، صلى الله عليه وسلم، لما اصطفى صفية استبرأها بحيضة ثم بنى بها، وهذا يفهم من قوله: حتى بلغنا سد الروحاء حلت، فإن المراد بقوله: حلت أي: طهرت من حيضها. وقد روى البيهقي أنه صلى الله عليه وسلم استبرأ صفية بحيضة.
ذكر رجاله وهم أربعة: الأول: عبد الغفار بن داود بن مهران، مات سنة أربع وعشرين ومائتين. الثاني: يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري، من القارة، حليف بني زهرة، وقد مر في: باب الخطبة على المنبر. الثالث: عمرو بن أبي عمرو، واسمه: ميسرة يكنى أبا عثمان. الرابع: أنس بن مالك.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين. وفيه: العنعنة في موضعين. وفيه: القول في موضع. وفيه: أن شيخه من أفراده وعبد الغفار حراني سكن مصر وأن يعقوب مدني سكن إسكندرية وأن عمرو بن أبي عمرو مدني مات في أول خلافة أبي جعفر المنصور سنة ثنتين وثلاثين ومائة.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في المغازي عن عبد الغفار، وفي الجهاد عن قتيبة، وفي المغازي أيضا عن أحمد عن ابن وهب، وفي الأطعمة وفي الدعوات عن قتيبة أيضا. وأخرجه أبو داود في الخراج عن سعيد بن منصور.
ذكر معناه: قوله: (خيبر)، كانت غزوة خيبر سنة ست، وقيل: سبع. قوله: (الحصن)، اسمه القموص وكان، صلى الله عليه وسلم، سبى صفية وابنة عم لها من هذا الحصن. قوله: (صفية)، بفتح الصاد المهملة وكسر الفاء وتشديد الياء آخر الحروف. الصحيح: أن هذا كان اسمها قبل السبي، وقيل: كان اسمها: زينب، فسميت صفية بعد السبي. قوله: (بنت حيي)، بضم الحاء المهملة وفتح الياء آخر الحروف الأولى وتشديد الثانية، قال الدارقطني: المحدثون يقولونه بكسر الحاء، وأهل اللغة بضمها. قوله: (ابن أخطب)، بالخاء المعجمة. قوله: (وقد قتل زوجها)، وهو كنانة بن أبي الحقيق وكان زوجها أو لأسلام بن مشكم، وكان خمارا في الجاهلية ثم خلف عليها كنانة، وكانت صفية رأت في المنام قمرا أقبل من يثرب ووقع في حجرها، فقصت على زوجها، فلطم وجهها وقال: أنت تزعمين أن ملك يثرب يتزوجك، وفي لفظ: تحبين أن يكون هذا الملك الذي يأتي من المدينة زوجك، وفي لفظ: رأيت كأني وهذا الذي يزعم أن الله أرسله وملك يسترنا بجناحه، وكان، صلى الله عليه وسلم، رأى بوجهها أثر خضرة قريبا من عينها، فقال: ما هذا؟ قالت: يا رسول الله رأيت في المنام... فذكرت ما مضى إلى آخره، و: هذه الخضرة من لطمة على وجهي، وفي (الإكليل) للحاكم، وجويرية رأت في المنام كرؤية صفية قبل تزوجها برسول الله، صلى الله عليه وسلم، وذكر ابن سعد أن أم حبيبة، قالت: رأيت في النوم كأن آتيا يقول لي: يا أم المؤمنين، ففزعت وأولت أن النبي، صلى الله عليه وسلم، يتزوجني، وعن ابن عباس: رأت سودة في المنام كأن النبي، صلى الله عليه وسلم أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها، فقال زوجها: إن صدقت رؤياك لتتزوجي به، ثم رأيت ليلة
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»