عمدة القاري - العيني - ج ١١ - الصفحة ١٩١
من التيسير، من باب التفعيل، وقيل: من أيسر يوسر إيسارا، وليس بصحيح، لأن القاعدة الصرفية أن يقال: أوسر. وفي (المطالع): أيسر على الموسر أي: أسامحه وأعامله بالمياسرة والمساهلة.
وتابعه شعبة عن عبد الملك عن ربعي أي: تابع أبا مالك شعبة عن عبد الملك بن أبي عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة، في قوله: (وأنظر المعسر)، هذه المتابعة رواها البخاري في الاستقراض بسنده، فقال: حدثنا مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن عبد الملك عن ربعي (عن حذيفة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: مات رجل، فقيل له: ما عملت من الخير؟ قال: كنت أبايع الناس فأتجوز عن الموسر وأخفف عن المعسر، فغفر له). قال أبو مسعود: سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو عوانة عن عبد الملك عن ربعي: أنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر أبو عوانة بفتح العين المهملة: الوضاح بن عبد الله اليشكري، هذا التعليق وصله البخاري في ذكر بني إسرائيل مطولا عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة عن عبد الملك. وقال نعيم بن أبي هند عن ربعي فأقبل من الموسر وأتجاوز عن المعسر نعيم، بضم النون ابن أبي هند الأشجعي، وهو نعيم بن النعمان بن أشيم وهو ابن عم سالم بن أبي الجعد وابن عم أبي مالك الأشجعي، مات سنة عشر ومائة، وهذا التعليق وصله مسلم حدثنا علي بن حجر وإسحاق بن إبراهيم، واللفظة لابن حجر، قالا: حدثنا جرير عن المغيرة عن نعيم بن أبي هند (عن ربعي بن حراش قال:
اجتمع حذيفة وأبو مسعود، قال حذيفة: لقي رجل ربه، فقال: ما عملت؟ قال: ما عملت من الخير إلا أني كنت رجلا ذا مال، قال: فكنت أطلب به الناس، فكنت أقبل الميسور، وأتجاوز عن المعسور. قال: تجاوزوا عن عبدي. قال أبو مسعود: هكذا سمعت رسول الله. صلى الله عليه وسلم، يقول.
81 ((باب من أنظر معسرا)) أي: هذا باب في بيان فضل من أنظر معسرا.
8702 حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثنا الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أنه سمع أبا هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه. (الحديث 8702 طرفه في: 0843).
مطابقته للترجمة في قوله: (فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه).
ذكر رجاله وهم ستة: الأول: هشام ابن عمار بن نصير بن ميسرة أبي الوليد السلمي، ويقال: الظفري، مات في آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين. قال البخاري: أراه بدمشق. الثاني: يحيى بن حمزة الحضرمي أبو عبد الرحمن قاضي دمشق، فل يزل قاضيا بها حتى مات سنة ثلاث وثمانين ومائة، وكان مولده سنة ثلاث ومائة، رحمه الله. الثالث: الزبيدي، بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وبالدال المهملة: واسمه محمد بن الوليد بن عامر أبو هذيل. الرابع: محمد بن مسلم الزهري. الخامس: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أحد الفقهاء السبعة. السادس: أبو هريرة.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: العنعنة في ثلاثة مواضع. وفيه: السماع. وفيه: أن شيخه من أفراده. وهو واثنان بعده شاميون والزهري وعبيد الله مدنيان. وفيه: أن الزهري عن عبيد الله، وفي رواية مسلم: عن يونس عن الزهري أن عبيد الله بن عبد الله حدثه.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في ذكر بني إسرائيل
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»