عمدة القاري - العيني - ج ٩ - الصفحة ٢٦٢
الكرماني ما معنى هذا التركيب إذ هو غير ظاهر ثم قال أي إذا أردن الدخول وقفن قائمات حتى يدخلن حال كون الرجال مخرجين منه قوله ' وأخرج الرجال ' بلفظ أخرج على صيغة المجهول قوله ' وكنت آتي عائشة ' أي قال كنت أجيء إلى عائشة أنا وعبيد بن عمير الليثي الحجازي قاضي مكة ولد في زمن النبي قوله ' وهي مجاورة ' الواو للحال أي مقيمة قوله ' ثبير ' بفتح الثاء المثلثة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره راء وهو جبل عظيم بالمزدلفة على يسار الذاهب منها إلى منى وعلى يمين الذاهب من منى إلى عرفات وهو منصرف وذكر ياقوت أن بمكة سبعة جبال كل منها يسمى ثبيرا الأول أعظم جبال مكة بينها وبين عرفة وقال الأصمعي هو ثبير حراء وهو المراد بقولهم في الجاهلية أشرق ثبير كيما تغير. الثاني ثبير الزنج لأن الزنج كانوا يلعبون عنده. الثالث ثبير الأعرج. الرابع ثبير الحضراء. الخامس ثبير النصع وهو جبل المزدلفة. السادس ثبير عيناء كل هذه جبال مكة. السابع ثبير ما في ديار مزينة أقطعه رسول الله شريح بن ضمرة المزني وقال البكري السابع ثبير الأحدب على الإضافة وحكاه ابن الأنباري على النعت وقال الزمخشري ثبيران جبلان مفترقان تصب بينهما أفاعية وهي واد يصب من منى يقال لأحدهما ثبير عيناء والآخر ثبير الأعرج قوله ' وما حجابها ' زاد الفاكهي حينئذ قوله ' هي قبة ' أي عائشة فالقبة وهي خيمة في الأصل والقبلة التركية تعمل من لبود تضرب في الأرض قوله ' ورأيت عليها ' أي على عائشة ' درعا موردا ' أي قميصا أحمر لونه لون الورد وفي رواية عبد الرزاق ' درعا معصفرا وأنا صبي ' فبين بذلك سبب رؤيته إياها ويحتمل أن يكون رأى ما عليها اتفاقا لا قصدا (ذكر ما يستفاد منه) فيه طواف النساء متنكرات. وفيه طواف الليل. وفيه ستر نساء النبي بعد ذلك وحجبهن وفيه رواية المرأة عن المرأة. وفيه المجاورة بمكة وهو نوع من الاعتكاف وهو ضربان مجاورة ليلا ونهارا أو مجاورة نهارا فقط. وفيه جواز المجاورة في الحرم كله وإن لم يكن في المسجد الحرام كذا قاله ابن بطال وفيه نظر لأن ثبيرا خارج من مكة. وفيه طواف النساء من وراء الرجال * - 9161 حدثنا إسماعيل قال حدثنا مالك عن محمد بن عبد الرحمان بن نوفل عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي فقال طوفي من وراء الناس وأنت راكبة فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي الصبح إلى جنب البيت وهو يقرأ والطور وكتاب مسطور.
.
مطابقته للترجمة في قوله: (طوفي من وراء الناس). ورجاله قد ذكروا غير مرة. وإسماعيل هو ابن أبي أويس ابن أخت مالك، ومحمد هو يتيم عروة، وزينب هي بنت أم سلمة ربيبة النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان اسمها برة فسماها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، زينب، ولدت بأرض الحبشة وأبوها أبو سلمة واسمه عبد الله بن عبد الأسد، وأمها أم سلمة، واسمها: هند بنت أبي أمية.
وقد مضى هذا الحديث في: باب إدخال البعير في المسجد في كتاب الصلاة، فإنه أخرجه هناك: عن عبد الله بن يوسف عن مالك... إلى آخره، وقد مضى الكلام فيه هناك مستوفى.
قوله: (إني أشتكي) أي: شكوت إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مرضي وإني ضعيفة. قوله: (وأنت) الواو فيه للحال، وكذلك الواو في: ورسول الله، صلى الله عليه وسلم. قوله: (يصلي)، جملة فعلية وقعت حالا، وكذا الواو في قوله: (وهو يقرأ) للحال، وإنما أمرها بالطواف من وراء الناس لأن سنة النساء التباعد عن الرجال في الطواف، ولأن قربها يخاف منه تأذي الناس بدابتها، وإنما طافت في حال صلاته، صلى الله عليه وسلم، ليكون أستر لها، وكانت هذه الصلاة صلاة الصبح.
وفيه: الصلاة بجنب البيت والجهر بالقراءة.
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»