عمدة القاري - العيني - ج ٧ - الصفحة ٢٨٦
يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه) مطابقته للترجمة ظاهرة والحديث قد مر بشرحه في باب السجود على الثوب في شدة الحر في أوائل كتاب الصلاة فإنه أخرجه هناك عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك عن بشر بن المفضل عن غالب القطان إلى آخره وبشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة * ((باب ما يجوز من العمل في الصلاة)) أي هذا باب في بيان ما يجوز فعله في الصلاة 232 - (حدثنا عبد الله بن مسلمة قال حدثنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أمد رجلي في قبلة النبي وهو يصلي فإذا سجد غمزني فرفعتها فإذا قام مددتها) مطابقته للترجمة من حيث أنه يدل على أن العمل اليسير في الصلاة لا يفسدها وقد مر الحديث في باب الصلاة على الفراش في أوائل كتاب الصلاة فإنه أخرجه هناك عن إسماعيل عن مالك عن أبي النضر إلى آخره وأبو النضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة اسمه سالم 233 - (حدثنا محمود قال حدثنا شبابة قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي أنه صلى صلاة قال إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان عليه السلام رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرده الله خاسئا ثم قال النضر بن شميل فذعته بالذال أي خنقته وفدعته من قول الله تعالى * (يوم يدعون) * أي يدفعون والصواب فدعته إلا أنه كذا قال بتشديد العين والتاء) مطابقته للترجمة في قوله ' فدعته ' لأن معناه دفعته في قول على ما نذكره عن قريب وكان ذلك عملا يسيرا وقد مر الحديث في باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد فإنه أخرجه هناك عن إسحاق بن إبراهيم عن روح ومحمد بن جعفر عن شعبة عن محمد بن زياد إلى آخره وشبابة بفتح الشين المعجمة وتخفيف الباء الموحدة وبعد الألف باء أخرى مفتوحة وفي آخره هاء ابن سوار الفزاري مر في آخر كتاب الحيض ولفظه هناك ' أن عفريتا من الجن تفلت علي ' (ذكر معناه) قوله ' فشد علي ' أي حمل يقال شد في الحرب يشد بالكسر وضبطه بعضهم بالمعجمة أعني الدال وأظن أنه غلط قوله ' يقطع الصلاة ' جملة وقعت حالا وهذه رواية الحموي والمستملي وفي رواية غيرهما ' ليقطع ' بلام التعليل قوله ' فذعته ' الفاء للعطف وذعته فعل ماض للمتكلم وحده بالذال المعجمة من ألذعت بالذال المعجمة والعين المهملة والتاء المثناة من فوق وهو الخنق ويروى ' فدعته ' من الدع بالدال والعين المهملتين وهو الدفع ومنه قوله تعالى * (يوم يدعون إلى نار جهنم) * أي يدفعون وعلى هذا أصل دعت دععت وأدغم العين في التاء ويقال معنى ذعته بالمعجمة مرغته في التراب قوله ' ولقد هممت ' أي قصدت قوله ' أن أوثقه ' كلمة أن مصدرية أي قصدت أن أربطه قوله ' إلى سارية ' أي أسطوانة قوله ' فتنظروا ' وفي رواية الحموي والمستملي ' أو تنظروا إليه ' بكلمة الشك قوله ' خاسئا ' نصب على الحال أي مطرودا متحيرا وههنا أسئلة. الأول في أي صورة عرض له الشيطان (قلت) روى عبد الرزاق أنه كان في صورة هر وهذا معنى قوله ' فأمكنني الله منه ' أي صوره لي في صورة هر مشخصا يمكنه أخذه.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»