عمدة القاري - العيني - ج ٥ - الصفحة ٦٨
قرن الرأس ثم ضمها يمرها على الرأس حتى مست إبهامه طرف الأذن مما يلي الوجه على الصدغ وناحية اللحية لا يقصر ولا يبطش إلا كذلك وقال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هكذا. (الحديث 571 طرفه في: 7239).
مطابقته للترجمة في قوله: (حتى رقدنا في المسجد) وفي قوله: (رقد الناس)، وفي قوله: (وكان يرقد قبلها)، أي: كان ابن عمر يرقد قبل العشاء، وحمله البخاري على ما إذا غلبه النوم، وهو اللائق بحال ابن عمر، رضي الله تعالى عنهما.
ذكر رجاله: وهم خمسة: الأول: محمود بن غيلان، بفتح الغين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف: الحافظ المروزي، تقدم. الثاني: عبد الرزاق اليماني، تقدم. الثالث: عبد الملك بن جريج. الرابع: نافع مولى ابن عمر. الخامس: عبد الله بن عمر.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: الإخبار بصيغة الجمع في موضع، وبصيغة الإفراد من الماضي في موضع. وفيه: القول في أربعة مواضع. وفيه: أن رواته ما بين مروزي ويماني ومكي ومدني.
ذكر من أخرجه غيره: أخرجه مسلم أيضا في الصلاة عن محمد بن رافع. وأخرجه: أبو داود في الطهارة عن أحمد ابن حنبل إلى قوله: (ليس أحد ينتظر الصلاة غيركم). وأخرجه مسلم عن عطاء مفردا مفصولا من حديث نافع بلفظ: (قلت لعطاء: أي: حين أحب إليك أن أصلي العشاء؟ فقال: سمعت ابن عباس...) الحديث. قلت: لعطاء: كم ذكر لك أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أخرها ليلتئذ؟ فقال: لا أدري. قال عطاء: وأحب إلي أن تصليها إماما وخلوا مؤخرة، كما صلاها النبي، صلى الله عليه وسلم، ليلتئذ، فإن شق ذلك عليك خلوا. أو على الناس في الجماعة وأنت إمامهم فصلها وسطا لا معجلة ولا مؤخرة. وعند النسائي: عن عطاء عن ابن عباس، وعن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: (أخر النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ذات ليلة حتى ذهب الليل، فقام عمر، رضي الله تعالى عنه، فنادى: الصلاة يا رسول الله، رقد النساء والولدان. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والماء يقطر من رأسه، فقال: إنه للوقت، لولا أشق على أمتي لصليت بهم هذه الساعة).
ذكر معناه قوله: (شغل)، بلفظ المجهول، قال الجوهري: يقال: شغلت عنك بكذا، على ما لم يسم فاعله. قوله: ((عنها) أي: عن وقتها، أي: متجاوزا عنه. قوله: (وكان ابن عمر لا يبالي) أي: لا يكترث أقدم العشاء أم أخرها عند عدم خوفه من غلبة النوم عن وقت العشاء، وقد (كان يرقد قبلها) أي: قبل العشاء. قوله: (قال ابن جريج) أي: قال عبد الملك بن جريج بالإسناد الذي قبله، وهو: محمود بن غيلان عن عبد الرزاق عن ابن جريج، وليس هو بتعليق، وقد أخرجه عبد الرزاق في (مصنفه) بالإسنادين، وأخرجه من طريقه الطبراني وعنه أبو نعيم في (مستخرجه). قوله: (فقام عمر بن الخطاب فقال: الصلاة)) وفي رواية للبخاري: زاد: (رقد النساء والصبيان)، كما في حديث عائشة، و: الصلاة، منصوبة على الإغراء. قوله: (يقطر رأسه ماء) جملة فعلية مضارعية وقت حالا بدون: الواو، والمعنى: يقطر ماء رأسه، لأن التمييز في حكم الفاعل. قوله: (واضعا يده على رأسه)، أيضا حال. وكان قد اغتسل قبل أن يخرج. ووقع في رواية الكشميهني: (على رأسي)، وهذا وهم. قوله: (فاستثبت). مقول ابن جريج بلفظ المتكلم، والاستثبات: طلب التثبيت، وهو التأكيد في سؤاله. قوله: (عطاء) منصوب بقوله: فاستثبت) وهو عطاء ابن أبي رباح، وقد تردد فيه الكرماني بين عطاء بن يسار وعطاء بن أبي رباح، والحامل عليه كون كل منهما يروي عن ابن عباس. وقال بعضهم: ووهم من زعم أنه ابن يسار. قلت: أراد به الكرماني: ولكنه ما جزم بأنه ابن يسار، بل قال: الظاهر أنه عطاء بن يسار، ويحتمل عطاء بن أبي رباح. قوله: (كما أنبأه) أي: مثل ما أخبره ابن عباس. قوله: (فبدد) أي: فرق، التبديد: التفريق. قوله: (على قرن الرأس)، القرن، بسكون الراء: جانب الرأس. قوله: (ثم ضمها) أي: ثم ضم أصابعه، وهو بالضاد المعجمة والميم. وفي رواية مسلم: (وصبها)، بالصاد المهملة والباء الموحدة، وقال عياض، رحمه الله: هو الصواب، لأنه يصف عصر الماء من الشعر باليد. قوله: (حتى مست إبهامه طرف الأذن)، فإبهامه مرفوع بالفاعلية، وطرف الأذن منصوب على المفعولية. وهكذا وقع في رواية الكشميهني بإفراد الإبهام، وفي رواية غيره إبهاميه بالتثنية والنصب، ووجهها أن يكون قوله: (إبهاميه)
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 62 65 67 68 71 72 73 74 75 ... » »»