عمدة القاري - العيني - ج ٤ - الصفحة ٢٦٩
البصري، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين. الثاني: فضيل، بضم الفاء وفتح الضاد المعجمة وسكون الياء آخر الحروف: النميري بضم النون. الثالث: موسى بن عقبة بضم العين وسكون القاف وفتح الباء الموحدة، تقدم في باب إسباغ الوضوء. الرابع: سالم ابن عبد ا بن عمر بن الخطاب، تقدم في باب الحياء من الإيمان. الخامس: نافع، مولى ابن عمر، وقد تكرر ذكره. السادس: عبد ا بن عمر.
ذكر لطائف إسناده) فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: الرواية بصيغة الماضي للتكلم. وفيه: صيغة التحديث بلفظ المضارع المفرد وبلفظ الماضي المفرد. وفيه: العنعنة في موضع واحد. وفيه: أن رواته ما بين بصري ومدني.
ذكر معناه وما يستفاد منه) قوله: (يتحرى) أي: يقصد ويختار ويجتهد. قوله: (أن أباه) أي: عبد ا بن عمر بن الخطاب. قوله: (وأنه) أي: وأن أباه رأى النبي، وهذا مرسل من سالم إذا ما اتصل سنده. قوله: (وحدثني نافع) القائل ذلك هو موسى بن عقبة، وهو عطف على: رأيت، أي: قال موسى: وحدثني. و: سألت، أيضا عطف عليه. قوله: (بشرف الروحاء)، وهو موضع ارتفع من مكان الروحاء، وهي بحاء مهملة ممدودة. قال أبو عبيد ا البكري: هي قرية جامعة لمزينة على ليلتين من المدينة بينهما أحد وأربعون ميلا. وقال كثير عزة: سميت الروحاء لكثرة أرواحها وبالروحاء بناء يزعمون أنه قبر مضر بن نزار. وقال أبو عبيد: والنسبة إليها: روحاني، على غير قياس. وقد قيل: روحاوي، على القياس. وفي (كتاب الجبال) للزمخشري: بين المدينة والروحاء أربعة برد إلا ثلاثة أميال. وفي (صحيح مسلم) في باب الأذان: (ستة وثلاثون ميلا). وفي كتاب ابن أبي شيبة: على ثلاثين ميلا. وقال ابن قرقول: وهي من عمل الفرع على نحو من أربعين ميلا من المدينة. وقال أبو عبيد: روى نافع عن مولاه أن بهذا الموضع المسجد الصغير دون الموضع الذي بالشرف، قال: وروى أصحاب الزهري عنه عن حنظلة بن علي عن أبي هريرة: (سمعت رسول الله يقول: والذي نفسي بيده ليلهن ابن مريم، عليهما السلام، بفج روحاء حاجا أو معتمرا أو بثنيتها) وفي رواية الأعرج عن أبي هريرة مثله، وروى غير واحد أن رسول الله قال، وقد وصل المسجد الذي ببطن الروحاء عند عرق الظبية: هذا واد من أودية الجنة، وصلى في هذا الوادي قبلي سبعون نبيا، عليهم السلام، وقد مر به موسى بن عمران حاجا ومعتمرا في سبعين ألفا من بني إسرائيل.
فإن قلت: قد جاء عن عمر بن الخطاب خلاف فعل ابنه، روى المعرور بن سويد: كان عمر في سفر فصلى الغداة، ثم أتى على مكان فجعل الناس يأتونه، ويقولون: صلى فيه النبي، فقال عمر: إنما هلك أهل الكتاب أنهم اتبعوا آثار أنبيائهم واتخذوها كنائس وبيعا، فمن عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض قلت: إن عمر إنما خشي أن يلتزم الناس الصلاة في تلك المواضع حتى يشكل على من يأتي بعدهم فيرى ذلك واجبا، وعبد ا بن عمر كان مأمونا من ذلك، وكان يتبرك بتلك الأماكن، وتشدده في الاتباع مشهور، وغيره ليس في هذا المقام.
484 ح دثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا أنس بن عياض قال حدثنا موسى بن عقبة عن نافع أن عبد الله أخبره أن رسول الله كان ينزل بذي الحليفة حين يعتمر وفي حجته حين حج تحت سمرة في موضع المسجد الذي بذي الحليفة وكان إذا رجع من غزو كان في تلك الطريق أو في حج أو عمرة هبط من بطن واد فإذا ظهر من بطن واد أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية فعرس ثم حتى يصبح ليس عند المسجد الذي بحجارة ولا على الأكمة التي عليها المسجد كان ثم خليج يصلي عبد الله عنده في بطنه كثب كان رسول الله ثم يصلي فدحا السيل فيه بالبطحاء حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبد الله يصلي فيه.
584 وأن عبد الله بن عمر حدثه أن النبي صلى حيث المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الروحاء وقد كان عبد الله يعلم المكان الذي كان صلى فيه
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»