الامر واما ما تدعيه الشيعة من النص على علي والوصية إليه فباطل لا أصل له باتفاق المسلمين والاتفاق على بطلان دعواهم من زمن علي وأول من كذبهم علي رضي الله عنه بقوله ما عندنا الا ما في هذه الصحيفة الحديث ولو كان عنده نص لذكره ولم ينقل انه ذكره في يوم من الأيام ولا ان أحدا ذكره له والله أعلم واما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي بعد هذا للمرأة حين قالت يا رسول الله أرأيت ان جئت فلم أجدك قال فإن لم تجديني فأتي أبا بكر فليس فيه نص على خلافته وامر بها بل هو اخبار بالغيب الذي اعلمه الله تعالى به والله أعلم قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة (ادعي لي أباك أبا بكر واخاك حتى اكتب كتابا فاني أخاف ان يتمنى متمن ويقول قائل انا ولا يأبى الله والمؤمنون الا أبا بكر) هكذا هو في بعض النسخ المعتمدة انا ولا بتخفيف اما ولا اي يقول انا أحق وليس كما يقول بل يأبى الله والمؤمنون الا أبا بكر وفي بعضها انا أولى اي انا أحق بالخلافة قال القاضي هذه الرواية أجودها ورواه بعضهم أنا ولى بتخفيف النون وكسر اللام أي أنا أحق والخلافة لي وعن بعضهم أنا ولاه اي انا الذي ولاه النبي صلى الله عليه وسلم وبعضهم اني ولاه بتشديد النون اي كيف ولاه في هذا الحديث دلالة ظاهرة لفضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه واخبار منه صلى الله عليه وسلم بما سيقع في المستقبل بعد وفاته وان المسلمين يأبون عقد الخلافة لغيره وفيه إشارة إلى أنه سيقع نزاع ووقع كل ذلك واما طلبه لأخيها مع أبي بكر فالمراد انه يكتب الكتاب ووقع في رواية البخاري لقد هممت ان أوجه إلى أبي بكر وابنه واعهد ولبعض رواة البخاري وآتيه بألف ممدودة ومثناة فوق ومثناة تحت من الاتيان قال القاضي وصوبه بعضهم وليس كما صوب بل الصواب ابنه بالباء الموحدة والنون وهو أخو عائشة وتوضحه رواية
(١٥٥)