شرح مسلم - النووي - ج ١٣ - الصفحة ٣٢
يرجعه الله تعالى إلى جسده يوم القيامة قال القاضي وذكر في حديث مالك رحمه الله تعالى نسمة المؤمن وقال هنا الشهداء لأن هذه صفتهم لقوله تعالى بكر عند ربهم يرزقون فسره في هذا الحديث وأما غيرهم فأنما يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي كما جاء في حديث ابن عمر وكما قال في آل فرعون يعرضون عليها غدوا وعشيا قال القاضي بل المراد جميع المؤمنين الذين يدخلون الجنة بغير عذاب فيدخلونها الآن بدليل عموم الحديث وقيل بل أرواح المؤمنين على أفنية قبورهم والله أعلم قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في جوف طير خضر وفى غير مسلم بطير خضر وفى حديث آخر بحواصل طير وفى الموطأ إنما نسمة المؤمن طير وفى حديث آخر عن قتادة في صورة طير أبيض قال القاضي قال بعض المتكلمين على هذا الأشبه صحة قول من قال طير أو صورة طير وهو أكثر ما جاءت به الرواية لا سيما مع قوله تأوى إلى قناديل تحت العرش قال القاضي واستبعد بعضهم هذا ولم ينكره آخرون وليس فيه ما ينكر ولا فرق بين الأمرين بل رواية طير أو جوف طير أصح معنى وليس للأقيسة والعقول في هذا حكم وكله من المجوزات فإذا أراد الله أن يجعل هذه الروح إذا خرجت من المؤمن أو الشهيد في قناديل أو أجوف طير أو حيث يشاء كان ذلك ووقع ولم يبعد لا سيما مع القول بأن الأرواح أجسام قال القاضي وقيل إن هذا المنعم أو المعذب من الأرواح جزء من الجسد تبقى فيه الروح وهو الذي يتألم ويعذب ويلتذ وينعم وهو الذي يقول رب ارجعون وهو الذي يسرح في شجر الجنة فغير مستحيل أن يصور هذا الجزء طائرا أو يجعل في جوف طائر وفى قناديل تحت العرش وغير ذلك مما يريد الله عز وجل قال القاضي وقد اختلف الناس في الروح ما هي اختلافا لا يكاد يحصر فقال كثير من أرباب المعاني وعلم الباطن المتكلمين لا تعرف حقيقته ولا يصح وصفه وهو مما جهل العباد علمه واستدلوا بقوله تعالى الروح من أمر ربى الفلاسفة فقالت بعدم الروح وقال جمهور الأطباء هو البخار اللطيف الساري في البدن وقال كثيرون من شيوخنا هو الحياة وقال آخرون هي أجسام لطيفة مشابكة للجسم يحيى لحياته أجرى الله تعالى العادة بموت الجسم عند فراقه وقيل هو بعض الجسم ولهذا وصف بالخروج والقبض وبلوغ الحلقوم وهذه صفة الأجسام لا المعاني وقال بعض مقدمي أئمتنا هو جسم لطيف متصور على صورة الإنسان داخل الجسم وقال بعض مشايخنا وغيرهم إنه النفس الداخل
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 استحباب مبايعة الامام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة 2
2 المبايعة بعد فتح مكة على الاسلام والجهاد والخير وبيان معني لا هجرة بعد الفتح 7
3 كيفية بيعة النساء 10
4 بيان سن البلوغ 12
5 النهي أن يسافر بالمصحف إلى ارض الكفار 13
6 المسابقة بين الخيل وتضميرها 14
7 فضيلة الخيل وأن الخير معقود بنواصيها 16
8 ما يكره من صفات الخيل 18
9 فضل الجهاد والخروج في سبيل الله 19
10 فضل الشهادة في سبيل الله تعالى 23
11 فضل الغدوة والروحة في سبيل الله تعالى 26
12 بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد 28
13 من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين 29
14 بيان أن أرواح الشهداء في الجنة 30
15 فضل الجهاد والرباط 33
16 بيان الرجلين يقتل أحدهما الاخر يدخلان الجنة 36
17 من قتل كافرا ثم سدد 37
18 فضل الصدقة في سبيل الله تعالى 38
19 فضل إعانة الغازي في سبيل الله تعالى 38
20 حرمة نساء المجاهدين واثم من خانهم فيهن 41
21 سقوط فرض الجهاد عن المعذورين 42
22 ثبوت الجنة للشهيد 43
23 من قال لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله 49
24 من قاتل للرياء والسمعة فهو في النار 50
25 قدر ثواب من غزا فغنم ومن لم يغنم 51
26 قوله صلى الله عليه وسلم انما الأعمال بالنية 53
27 استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى 55
28 ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو 56
29 فضل الغزو وفي البحر 57
30 فضل الرباط في سبيل الله عز وجل 61
31 بيان الشهداء 62
32 فضل الرمي والحث عليه 64
33 قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم 65
34 مراعاة مصلحة الدواب في السير 68
35 السفر قطعة من العذاب 70
36 كراهة الدخول على الأهل ليلا لمن قدم من سفر 70
37 كتاب الصيد والذبائح 73
38 الصيد بالكلاب المعلمة 73
39 تحريم أكل كل ذي ناب من الساع وكل ذي مخلب من الطير 82
40 إباحة ميتات البحر 84
41 تحريم أكل لحم الحمر الانسية 90
42 إباحة أكل لحم الخيل 95
43 إباحة أكل الضب 97
44 إباحة أكل الجراد 103
45 إباحة أكل الأرنب 104
46 إباحة ما يستعان به على الاصطياد والعدو وكراهة الخذف 105
47 الامر باحسان الذبح وتحديد الشفرة 106
48 النهي عن صبر البهائم 107
49 كتاب الأضاحي 109
50 وقت الأضاحي 109
51 سن الأضحية 117
52 استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل والتسمية والتكبير 119
53 جواز الذبح بكل ما أنهر الدم 122
54 النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث ونسخه 128
55 باب الفرع والعتيرة 135
56 تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله 141
57 كتاب الأشربة 143
58 تعريف الخمر 143
59 تحريم تحليل الخمر 152
60 تحريم التداوي بالخمر 152
61 بيان أن جميع ما ينبذ من التمر والعنب يسمى خمرا 153
62 كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين 154
63 النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء والحنتم والنقير وبيان أنه منسوخ 158
64 بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام 169
65 عقوبة من شرب الخمر 173
66 إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا 173
67 جواز شرب اللبن 179
68 استحباب تغطية الاناء وايكاء السقاء واغلاق الأبواب واطفاء السراج والنار عند النوم وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب 182
69 آداب الطعام والشراب وأحكامهما 187
70 باب في الشرب قائما 194
71 كراهة التنفس في الاناء 198
72 استحباب لعق الأصابع والقصعة وأكل اللقمة الساقطة بعد مسح ما يصيبها من الأذى وأن السنة الاكل بثلاثة أصابع 203
73 ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام 208
74 جواز أكل المرق واستحباب أكل اليقطين 223
75 استحباب وضع النوى خارج التمر واستحباب دعاء الضيف لأهل الطعام 225
76 أكل القثاء بالرطب 227
77 استحباب تواضع الآكل وصفة قعوده 227
78 نهي الآكل مع جماعة عن قران تمرتين 228
79 ادخار التمر ونحوه للعيال 230