شرح مسلم - النووي - ج ٧ - الصفحة ١١٢
فيكون لهذا ثواب ولهذا ثواب وإن كان أحدهما أكثر ولا يلزم أن يكون مقدار ثوابهما سواء بل قد يكون ثواب هذا أكثر وقد يكون عكسه فإذا أعطى المالك لخازنه أو امرأته أو غيرهما مائة درهم أو نحوها ليوصلها إلى مستحق الصدقة على باب داره أو نحوه فأجر المالك أكثر وان أعطاه رمانة أو رغيفا ونحوهما مما ليس له كثير قيمة ليذهب به إلى محتاج في مسافة بعيدة بحيث يقابل مشى الذاهب إليه بأجرة تزيد على الرمانة والرغيف فأجر الوكيل أكثر وقد يكون عمله قدر الرغيف مثلا فيكون مقدار الاجر سواء وأما قوله صلى الله عليه وسلم (الأجر بينكما نصفان) فمعناه قسمان وإن كان أحدهما أكثر كما قال الشاعر إذا مت كان الناس نصفان بيننا وأشار القاضي إلى أنه يحتمل أيضا أن يكون سواء لأن الأجر فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء ولا يدرك بقياس ولا هو بحسب الاعمال بل ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والمختار الأول وقوله صلى الله عليه وسلم الاجر بينكما ليس معناه أن الأجر الذي لأحدهما يزدحمان فيه بل معناه أن هذه النفقة والصدقة التي أخرجها الخازن أو المرأة أو المملوك ونحوهم بإذن المالك يترتب على جملتها ثواب على قدر المال والعمل فيكون ذلك مقسوما بينهما لهذا نصيب بماله ولهذا نصيب بعمله فلا يزاحم صاحب المال العامل في نصيب عمله ولا يزاحم العامل صاحب المال في نصيب ماله واعلم أنه لا بد لعامل وهو الخازن وللزوجة والمملوك من اذن المالك في ذلك فإن لم يكن اذن أصلا فلا أجر لأحد من هؤلاء الثلاثة بل عليهم وزر بتصرفهم في مال غيرهم بغير اذنه والاذن ضربان أحدهما الإذن الصريح في النفقة والصدقة والثاني الاذن المفهوم من اطراد العرف والعادة كاعطاء السائل كسرة ونحوها مما جرت العادة به واطرد العرف فيه وعلم بالعرف رضاء الزوج والمالك به فاذنه في ذلك حاصل وان لم يتكلم وهذا إذا علم رضاه لاطراد العرف وعلم أن نفسه كنفوس غالب الناس في السماحة بذلك والرضا به فان اضطرب العرف وشك في رضاه أو كان شخصا يشح بذلك وعلم من حاله ذلك أو شك فيه لم يجز للمرأة وغيرها التصدق من ماله الا بصريح اذنه وأما قوله صلى الله عليه وسلم (وما أنفقت من كسبه من غير أمره فان نصف أجره له) فمعناه من غير أمره الصريح في ذلك القدر المعين ويكون معها اذن عام سابق متناول لهذا القدر وغيره وذلك الاذن الذي قد بيناه سابقا اما بالصريح واما بالعرف ولابد من هذا التأويل لأنه صلى الله عليه وسلم جعل
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نهي النساء عن اتباع الجنائز. غسل الميت 2
2 تكفين الميت 6
3 تسجية الميت وتحسين كفنه 10
4 الاسراع بالجنازة 12
5 فضل الصلاة على الجنازة واتباعها 13
6 الصلاة على القبر 24
7 القيام للجنازة ونسخة 26
8 مكان الامام في الصلاة على الميت 31
9 اللحد ونصب اللبن على الميت 33
10 النهى عن تجصيص القبر والبناء عليه و الجلوس عليه 37
11 ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها 40
12 استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه في زيارة قبر أمه 45
13 ترك الصلاة على قاتل نفسه 47
14 كتاب الزكاة 48
15 ما يجب فيه العشر ونصف العشر 54
16 زكاة الفطر 57
17 الامر باخراج زكاة الفطر قبل الصلاة 63
18 تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة 73
19 الكنازون للأموال والتغليظ عليهم 77
20 الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف 79
21 فضل النفقة على العيال والمملوك 81
22 الابتداء في النفقة بالنفس ثم الأصل ثم الأقارب 82
23 فضل النفقة على الأقربين والزوج والأولاد 84
24 وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه 89
25 كل نوع من المعروف صدقة 91
26 فضل المنيحة 106
27 مثل المنفق والبخيل 107
28 ثبوت أجر المتصدق ولو وقعت الصدقة في يد فاسق 110
29 أجر الخازن والمرأة إذا تصدقت من بيت زوجها 111
30 فضل من ضم إلى الصدقة غيرها من أنواع البر 115
31 الحث على الانفاق وكراهة الاحصاء 118
32 فضل اخفاء الصدقة 120
33 بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى 124
34 النهي عن المسألة 127
35 من تحل له المسألة 133
36 جواز الاخذ بغير سؤال ولا تطلع 134
37 كراهة الحرص على الدنيا 138
38 التحذير من الاغترار بزينة الدنيا وما يبسط منها 141
39 فضل التعفف والصبر والقناعة 145
40 التحريض على قتل الخوارج 169
41 تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله 175
42 إباحة الهدية للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولآله 181
43 كتاب الصيام 186
44 بيان فضل رمضان 187
45 وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته 188
46 النهي عن تقديم رمضان بصوم يوم أو يومين 194
47 بيان أن لكل بلد رؤيتهم الهلال 197
48 صفة الفجر الذي تتعلق به أحكام الصوم 200
49 فضل السحور واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر 206
50 وقت انقضاء الصوم وخروج النهار 209
51 النهي عن الوصال 211
52 حكم التقبيل في الصوم 215
53 صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب 220
54 تحريم الجماع في نهار رمضان و وجوب الكفارة الكبرى فيه 224
55 جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر 229