السقيفة وفدك - الجوهري - الصفحة ١٠٠
عمر بن الخطاب وأجلاهم، بعد أن عوضهم على النصف الذي كان لهم عوضا من إبل وغيرها.
وقال غير مالك بن أنس: لما أجلاهم عمر بعث إليهم من يقوم الأموال، بعث أبا الهيثم بن التيهان، وفروة بن عمرو، وحباب بن صخر، وزيد بن ثابت، فقوموا أرض فدك ونخلها، فأخذها عمر ودفع إليهم قيمة النصف الذي لهم، وكان مبلغ ذلك خمسين ألف درهم، أعطاهم إياها من مال أتاه من العراق، وأجلاهم إلى الشام.
حدثني محمد بن زكريا قال: حدثني جعفر بن محمد بن عمارة الكندي، قال: حدثني أبي، عن الحسين بن صالح بن حي، قال: حدثني رجلان من بني هاشم، عن زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: وقال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه، وحدثني عثمان بن عمران العجيفي، عن نائل بن نجيح بن عمير بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام).
* وحدثني أحمد بن محمد بن يزيد، عن عبد الله بن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، قالوا جميعا: لما بلغ فاطمة (عليها السلام)، إجماع أبي بكر على منعها فدك، لاثت خمارها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها، تطأ في ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حتى دخلت على أبي بكر وقد حشد الناس من المهاجرين والأنصار، فضرب بينها وبينهم ربطة بيضاء، وقال بعضهم: قبطية، وقالوا: قبطية بالكسر والضم، ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، ثم مهلت وطويلا حتى سكنوا من فورتهم، ثم قالت:
ابتدئ بحمد من هو أولى بالحمد والطول والمجد، الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر بما ألهم، وذكر خطبة طويلة جيدة قالت في آخرها:
فاتقوا الله حق تقاته، وأطيعوه فيما أمركم به، فإنما يخشى الله من عباده العلماء، واحمدوا الله الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات

(١) ابن أبي الحديد ٦: ٢١. معجم البلدان ٤: ٢٣٨. فدك: 31 فتوح البلدان: 36.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 97 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست