ثم ليعلم أنا نذكر - في جميع الأبواب المعدودة - كلام أمير المؤمنين عليه السلام كما ظفرنا به، ونذيله بما عندنا من الشواهد، وفي ختامه نذكر المصدر المأخوذ منه وغيره، ولا نتعرض لما يخطر في خلد بعض ممن عقله عقل الصبي، وفهمه فهم السفيه، فنحن مستغنون - بما صنعناه - عن جواب ما أبداه لسان البغضاء، أو يتصور بالتصور البدوي والنظرة الحمقاء.
وليعلم أيضا " أن لدينا شيئا " من الكلم المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليه السلام، في الأبواب المذكورة وغيرها، ولم ندرجها في كتابنا هذا، لان بعضها مختلق قطعا، وبعضها وإن كان من سنخ كلامه وإمكان صدوره عنه عليه عليه السلام، قائم ولا دليل لنفي الصدور، ولكن لا شاهد له (10)، ودليل الاثبات والمصدر المأخوذ منه غير صالح للحجية، أو أن راوي الكلام غير معتمد عليه، وهذا القسم نترصد للعثور على شاهد لحجيته، وإما لذكره في مصدر آخر موثوق به، أو كونه مرويا بسند آخر معتمد عليه، أو يدل دليل خارجي على صدوره عنه عليه السلام.
وليتنبه أيضا انا لا ندعي الإحاطة بجميع ما صدر عنه عليه السلام في الأبواب الخمسة وغيرها إذ كثير من كلماته الصادرة عنه في أيام طرده عن مقامه واختلاس الخلافة منه، لم يضبطها أحد ولم يدون، وما ضبطوه ودونوه في غير تلك الأيام مصادره غير محصورة، وأنا يحيط المحصور والمحدود بغير المحصور؟! وكثير من المصادر المتكلفة لبيان خصائصه وعلومه قد أتلف وأعدم فذهب ما فيه بذهابه، كذهاب بعض علومه عليه السلام، وموته بموت راويه كما قال عليه السلام: " هكذا يموت العلم بموت حامليه ".