موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج ١١ - الصفحة ٢٤٥
يا ابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك وأراك أحق بالخلافة مني، فقال الرضا (عليه السلام): بالعبودية لله عز وجل أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عز وجل، فقال له المأمون: فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك، فقال له الرضا (عليه السلام): إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسك الله وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك، فقال له المأمون: يا ابن رسول الله لابد لك من قبول هذا الأمر، فقال: لست أفعل ذلك طائعا أبدا، فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله فقال له: فإن لم تقبل الخلافة ولم تجب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي، فقال الرضا (عليه السلام): والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوما تبكي علي ملائكة السماء وملائكة الأرض وادفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد، فبكى المأمون ثم قال له: يا ابن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حي، فقال الرضا (عليه السلام): أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت، فقال المأمون: يا ابن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر عنك ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا، فقال الرضا (عليه السلام): والله ما كذبت منذ خلقني ربي عز وجل وما زهدت في الدنيا للدنيا وإني لأعلم ما تريد، فقال المأمون: وما أريد؟
قال: الأمان على الصدق، قال: لك الأمان، قال: تريد بذلك أن يقول الناس: إن علي بن موسى لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة، فغضب المأمون ثم قال: إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه وقد آمنت سطوتي فبالله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فإن فعلت وإلا ضربت عنقك، فقال الرضا (عليه السلام): قد نهاني الله عز وجل أن ألقي بيدي إلى التهلكة فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك وأنا أقبل ذلك على إني لا أولي أحدا ولا أعزل أحدا
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تتمة باب الميم 3
2 الملائكة 3
3 الملاعبة 9
4 الملاقاة 11
5 الملالة 13
6 الملامة 16
7 الملعون 22
8 الملق 29
9 ملك الموت 32
10 الملكوت 42
11 الملوك 46
12 المماطلة 49
13 المن 52
14 المنازعة 56
15 المناظرة 62
16 المنجيات والمهلكات 65
17 المنزلة 69
18 المنفعة 86
19 المنة 90
20 المنى 95
21 المنية 100
22 المهابة 104
23 المؤاخاة 108
24 المواساة 111
25 المواصلة 118
26 المواظبة 122
27 المؤاكلة 125
28 الموت 128
29 المودة 148
30 الموسيقى 154
31 الموعظة 162
32 المؤمن 171
33 ميتة السوء 175
34 الميثاق 182
35 باب النون 197
36 النار 199
37 الناس 209
38 النافلة 221
39 النبوة 225
40 النبيذ 233
41 النجابة 238
42 النجاة 244
43 النجاح 251
44 النجف الأشرف 255
45 النجوم 260
46 النجوى 267
47 النحس 278
48 النخوة 283
49 الندامة 291
50 النذر 301
51 النزاهة 305
52 النزهة 308
53 النساء 312
54 حب النساء 312
55 أصناف النساء 313
56 خير النساء 315
57 شرار النساء 316
58 فضل نساء قريش 318
59 تزويج النساء عند بلوغهن وتحصينهن بالأزواج 319
60 فضل شهوة النساء على شهوة الرجال 320
61 كراهية أن تتبتل النساء ويعطلن أنفسهن 322
62 قلة الصلاح في النساء 323
63 تأديب النساء 324
64 ترك طاعة النساء 325
65 مبايعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) النساء 328
66 النسب 330
67 النسل 334
68 النسيان 338
69 النشاط 342
70 النشرة 346
71 النصرة 349
72 النصف 356
73 النصيب 359
74 النصيحة 363
75 النظافة 370
76 النظر 373
77 نعم 382
78 النعمة 389
79 النفاق 399
80 النفس 409
81 النفع 416
82 النقص 421
83 النكبة 424
84 النميمة 426
85 النوم 432
86 النيروز 438
87 النية 443