إليه هناك عشرات الألوف منهم، يتقربون إلى عصبة الخلافة بدمه، عند ذاك أتم عليهم وعلى عصبة الخلافة خاصة الحجة بما قال وفعل:
فقد اقترح على عصبة الخلافة أولا أن يتركوه فيلقي السلاح ويرجع إلى المكان الذي أتى منه أو يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم، وبذلك لا يبقي أي خطر منه على حكمهم كما كان شأن سعد بن أبي وقاص و عبد الله بن عمر وأسامة بن زيد مع أبيه الإمام علي (ع) حين لم يبايعوه، فلما أبى عليه جيش الخلافة الا أن يبايع وينزل على حكم ابن زياد، أبى ذلك واستعد للقاء الله، لاتمام الحجة على جيش الخلافة من أهل العراق، ولاتمام الحجة على أصحابه خاصة، طلب منهم عصر التاسع من محرم أن يمهلوه ليلة واحدة ليصلي لربه ويتضرع ويتلو كتابه فإنه يحب ذلك، وبعد لأي لبوا طلبه فجمع أصحابه ليلة العاشر من محرم وخطب فيهم وقال في خطبته:
ألا واني أظن أن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا واني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل، ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعا خيرا وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فان القوم إنما يطلبونني ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري.
فقال له الهاشميون:
لم نفعل ذلك؟! لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبدا!
والتفت إلى بني عقيل وقال:
حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا قد أذنت لكم!
فقالوا:.. لا والله لا نفعل، ولكن نفديك بأنفسنا، وأموالنا وأهلينا، نقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك!.
ثم تكلم أنصاره فقال مسلم بن عوسجة:
أنحن نخلى عنك وبماذا نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتى أموت معك!
وقال سعيد بن الحنفي:
والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسوله فيك! أما والله لو