الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٣٥٤
وفي لفظ: إن الله لا يحب كل مختال فخور، والبخيل المنان، والتاجر الحلاف (1).
في هذه الروايات ذكر لاختلاف طبقات الناس وحدودهم بما يملكون، فقير وغني ومكثر وتاجر الذي تقوم تجارته برأس ماله، والاشتراكي يرى إن الناس شرع سواء بالنسبة إلى الأموال.
5 قلت: يا رسول الله! ذهب الأغنياء بالار يصلون ويصومون ويحجون قال:
وأنتم تصلون وتصومون وتحجون. قلت: يتصدقون ولا نتصدق. قال: وأنت فيك صدقة: رفعك العظم عن الطريق صدقة، وهدايتك الطريق صدقه، وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة، وبيانك عن الارتم صدقة، ومباضعتك امرأتك صدقة. قال: قلت:
يا رسول الله! نأتي شهوتنا ونؤجر؟ قال: أرأيت لو جعلته في حرام أكان تأثم؟ قال: قلت:
نعم. قال: فتحتسبون بالشر، ولا تحتسبون بالخير؟
وفي لفظ: قالوا: يا رسول الله! ذهب أهل الدثور بالأجور يضلون كما نصلي و يصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: فقال رسول الله: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة وبكل تحميدة صدقة. الحديث.
وفي لفظ: قيل للنبي صلى الله عليه وآله: ذهب أهل الأموال بالأجر. فقال النبي صلى الله عليه وآله:
إن فيك صدقة كثيرة فذكر فضل سمعك فضل بصرك. الحديث.
وفي لفظ: على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة عنه على نفسه. قلت:
يا رسول الله: من أين تصدق وليس لنا أموال؟ قال: لأن من أبواب الصدقة: التكبير، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، واستغفر الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظم والحجر، وتهدي الأعمى وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه، وتدل المستدل على حاجة له وقد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف. كل ذلك

(1) مسند أحمد 5: 153، 176، وأخرجه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه والنسائي والترمذي في باب كلام الحور العين وصححه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه، راجع الترغيب والترهيب للمنذري 1: 247، و ج 2، 230، 238.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»