الغدير - الشيخ الأميني - ج ٦ - الصفحة ٣٥٩
حتى إذا رجعا تميز " أحمد " * حردا وحق له بذلك يحرد وغدا يحدث مسمعا من حوله * والقول منه موفق ومؤيد : إني لأعطي رايتي رجلا وفي * بطل بمختلس النفوس معود رجل يحب الله ثم رسوله * ويحبه الله العلي وأحمد 70 حتى إذا جنح الظلام مضى على * عجل وأسفر عن صبيحته غد قال: إئت يا سلمان لي بأخي فقال * الطهر سلمان: علي أرمد ومضى وعاد به يقاد ألا لقد * شرف المقود علا وعز القيد فجلا قذاه بتفلة وكساه سابغة * بها الزرد الحديد منضد (1) فيد تناوله اللواء وكفه * الأخرى تزرد درعه وتبند 75 ومضى بها قدما وآب مظفرا * مستبشرا بالنصر وهو مؤيد وهوى بحد السيف هامة مرحب * فبراه وهو الكافر المتمرد ودنا من الحصن الحصين وبابه * مستغلق حذر المنية موصد فدحاه مقتلعا له فغدا له * حسان ثابت في المحافل ينشد (2) إن امرءا حمل الرتاج (3) بخيبر * يوم اليهود لقدره لمؤبد 80 حمل الرتاج وماج باب قموصها * والمسلمون وأهل خيبر تشهد واسأل حنينا حين بادر جرول (4) * شاكي السلاح لفرصة يترصد حتى إذا ما أمكنته غشاهم * في فيلق يحكيه بحر مزبد وثوى قتيلا أيمن (5) وتبادرت * عصب الضلال لحتف أحمد تقصد

(1) درع سابغة: واسعة ج سوابغ. الزرد: الدرع المزرودة يتداخل بعضها في بعض ج زرود.
(2) مر شعر حسان بن ثابت في هذه المأثرة الكريمة وشرحه في الجزء الثاني ص 40.
(3) الرتاج: الباب العظيم. الباب المغلق وفيه باب صغير.
(4) هو أبو جرول صاحب راية هوازن يوم حنين، كان يوم ذاك على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام الناس وهوازن خلفه، إذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه، وكان يرتجز بقوله:
أنا أبو جرول لا براح * حتى يبيح القوم أو يباح فهوى له على أمير المؤمنين من خلفه فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ثم ضربه فقطره ثم قال:
قد علم القوم لدى الصباح * إني لدى الهيجاء ذو نضاح (5) أيمن بن أم أيمن بن عبيد. من المستشهدين في غزوة حنين.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»