طرق حديث الأئمة الإثنا عشر - الشيخ كاظم آل نوح - الصفحة ٥٦
أنا أول من أسلم ويفتخر بذلك ويفتخر به أولياؤه ومادحوه وشيعته في عصره وبعده والامر في ذلك انهى من كل مشهور وقد قدمنا منه طرفا وما علمنا أحدا من الناس فيما خلا استخف باسلام علي (ع) ولا تهاون به ولا زعم أنه أسلم اسلام حدث غرير وطفل صغير ومن العجب أن يكون مثل العباس وحمزة ينتظران أبا طالب وفعله ليصدوه عن رأيه ثم يخالفه على ابنه لغير رغبة ولا رهبة يؤثر القلة على الكثرة والذل على العز من غير علم ولا معرفة بالعافية وكيف ينكر الجاحظ والعثمانية ان رسول الله (ص) دعاه إلى الاسلام وكلفه التصديق.
وروى في الخبر الصحيح انه كلفه في مبدأ الدعوة قبل ظهور كلمة الاسلام وانتشارها بمكة ان يصنع له طعاما وأن يدعو له بني عبد المطلب فصنع لهم الطعام ودعاهم له فخرجوا ذالكم اليوم لم ينذرهم (ص) الكلمة قالها عمه أبو لهب فكلفه اليوم الثاني أن يصنع مثل ذلك الطعام وأن يدعوهم ثانية فصنعه ثم دعاهم فأكلوا ثم كلمهم (ص) فدعاهم إلى الدين ودعاء معهم لأنه من بني عبد المطلب ثم ضمن لمن يؤازره منهم وينصره على قوله ان يجعله أخاه في الدين ووصيه بعد موته وخليفته من بعده فامسكوا كلهم وأجابه هو وحده وقال انا أنصرك على ما جئت به وأؤازرك وأبايعك فقال لهم لما رأى منهم الخذلان ومنه النصر ومنهم المعصية ومنه الطاعة وعاين منهم الاباء ومنه الإجابة قال هذا اخى ووصي وخليفتي من بعدي فقاموا يسخرون ويضحكون ويقولون لأبي طالب اطع ابنك فقد امره عليك فهل يكلف عمل الطعام ودعاه القوم صغير غير مميز وغرير غير عاقل وهل مؤتمن على سر النبوة طفل ابن خمس سنين أو ابن سبع وهل يدعى
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست