النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة مقدمة المحقق ١٦
لأنه كان يعتمد على ظواهر الكتاب والسنة ولم يعتمد على الإجماع إلا إذا اتفق جميع العلماء على الحكم. وهذه المدرسة لم تتمكن من مصارعة مدرسة الرأي بالرغم من وجود علماء وأنصار لها كابن حزم الأندلسي فقد انقرضت هذه المدرسة في القرن الثامن الهجري.
[مدرسة أهل البيت:] إن مدرسة أهل البيت في تلقي الأحكام الإلهية ونشرها لها مميزاتها ومباديها الخاصة ولها الاستقلالية التامة عن جميع المدارس الأخرى التي حدثت وتعتقد أن الأحكام الشرعية يجب أن تكون من مصدر إلهي ومن منبع الرسالة المحمدية لا غير وأن علومهم علوم جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله ولهذا كثيرا ما يكررون ويؤكدون أن حديثهم هو حديث جدهم سواء أسندوها إليه أم لا، وأنهم لا يقولون بآرائهم بل علمهم موروث من جدهم إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ثم إلى الحسن ثم الحسين ثم الأئمة من بعده واحدا بعد واحد فمثلا علوم سيد العترة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مأخوذة من علم الرسول صلى الله عليه وآله فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله:
" إن الله علم رسول الله الحلال والحرام والتأويل وعلم رسول الله علمه كله عليا " (1).
و (سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام - الإمام الصادق - عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت أن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟ فقال له: مه ما أجبتك من شئ فهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله لسنا من أرأيت في شئ " (2).

(١) بصائر الدرجات ص ٢٩٠ وسائل الشيعة، وراجع ما يأتي في الكتاب من الأحاديث التي قد وردت عن طريق مدرسة الخلفاء بهذا الصدد ص ٥٦٨ وغيرها.
(٢) الكافي ج ١ / 58.
(مقدمة المحقق ١٦)