لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٢٢
القارورة في كل يوم وليلة فاشمها وانظر إليها ثم ابكى لمصابة فلما كان اليوم العاشر من المحرم وهو اليوم الذي قتل فيه (ع) أخرجتها في أول النهار وهي بحالها ثم عدت إليها آخر النهار فإذا هي دم عبيط فضججت في بيتي وبكيت وكظمت غيظي مخافة ان يسمع أعداءهم بالمدينة فيسرعوا بالشماتة فلم أزل حافظة للوقت واليوم حتى جاء الناعي ينعاه فحقق ما رأيت وعن بعضهم قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعيناه تفيضان فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لعينيك تفيضان أغضبك أحد قال لابل كان عندي جبرئيل فأخبرني ان الحسين (ع) يقتل بشاطئ الفرات فقال هل لك ان تشم من تربته قلت نعم فأخذ قبضة من تراب وأعطانيها فلم أملك عيني ان فاضتا واسم الأرض كربلا وروى أن النبي صلى الله عليه وآله كان ذات يوم جالسا وحوله علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال لهم كيف بكم إذا كنتم صرعى وقبوركم شتى فقال له الحسين (ع) أنموت موتا أو نقتل قتلا فقال بل تقتل يا بنى ظلما ويقتل أخوك ظلما وتشرد ذراريكم في الأرض فقال الحسين (ع) ومن يقتلنا يا رسول الله قال شرار الناس قال فهل يزورنا بعد قتلنا أحد قال نعم يا بني طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم بري وصلتي فإذا كان يوم القيامة جئتهم إلى الموقف حتى آخذ بأعضادهم فأخلصهم من أهواله وقال الصادق عليه السلام
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»