ثم أخبر أن الرجلين من الجوارح التي تشهد يوم القيام حتى يستنطق بقوله:
" اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " (1).
وهذا مما فرضه الله تعالى على الرجلين في كتابه وهو من الايمان.
وأما ما افترضه على الرأس فهو أن يمسح من مقدمه بالماء في وقت الطهور للصلاة بقوله: " وامسحوا برؤوسكم " (2) وهو من الايمان، وفرض على الوجه الغسل بالماء عند الطهور، وقال: " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم " (3) وفرض عليه السجود، وعلى اليدين والركبتين والرجلين الركوع وهو من الايمان.
وقال فيما فرض على هذه الجوارح من الطهور والصلاة وسماه في كتابه إيمانا حين تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، فقال المسلمون: يا رسول الله ذهبت صلاتنا إلى بيت المقدس وطهورنا ضياعا؟ فأنزل الله تعالى " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم " (4) فسمى الصلاة والطهور إيمانا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لقي الله كامل الايمان كان من أهل الجنة، ومن كان مضيعا لشئ مما فرضه الله تعالى في هذه الجوارح وتعدى ما أمره الله وارتكب ما نهاه عنه، لقي الله تعالى ناقص الايمان، قال الله عز وجل: " وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون " (5) وقال: " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون " (6) وقال سبحانه: " إنهم