أن يعلموا أنه إذا انكشف الغطاء رأوا ما يوعدون، وقال في آية أخرى: " فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " (1) يعني أرسل عليهم عذابا، وكذلك إتيانه بنيانهم وقال الله عز وجل: " فأتى الله بنيانهم من القواعد " (2) فاتيانه بنيانهم من القواعد إرسال العذاب، وكذلك ما وصف من أمر الآخرة تبارك اسمه وتعالى علوا كبيرا وتجري أموره في ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة، كما تجري أموره في الدنيا، لا يلعب ولا يأفل مع الآفلين فاكتف بما وصفت لك من ذلك مما جال في صدرك مما وصف الله عز وجل في كتابه ولا تجعل كلامه ككلام البشر هو أعظم وأجل وأكرم وأعز، وتبارك وتعالى من أن يصفه الواصفون، إلا بما وصف نفسه في قوله عز وجل: " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " (3) قال:
فرجت عني يا أمير المؤمنين فرج الله عنك، وحللت عني عقدة.
[فقال عليه السلام:] وأما قوله: " بلهم بلقاء ربهم كافرون " (4) وذكره المؤمنين " الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم " (5) وقوله لغيرهم " إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه " (6) وقوله: " فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا " (7) فأما قوله: " بلهم بلقاء ربهم كافرون " يعني البعث، فسماه الله عز وجل لقاءه، وكذلك ذكره المؤمنين " الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم " يعني يوقنون أنهم يبعثون ويحشرون، ويحاسبون، ويجزون بالثواب والعقاب، والظن ههنا اليقين، وكذلك قوله: " فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا " وقوله: " فمن كان يرجوا لقاء الله فان أجل الله لآت " (8) يعني فمن كان يؤمن بأنه مبعوث فان وعد الله لآت من الثواب والعقاب، فاللقاء ههنا ليس بالرؤية واللقاء هو البعث، فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه فإنه يعني بذلك البعث